بدأت مدينة فانكوفر أمس محاكمة سفاح "العصر" الذي اتّهم بقتل العشرات من النساء، وسط تغطية إعلامية مكثفة وتحذير هيئة المحلفين من توقع شهادات تماثل "أفلام الرعب". وغطّى أكثر من 300 صحافي مجريات محاكمة روبرت ويليام بيكتون، المتّهم بقتل 26 امرأة، غالبيتهن من المومسات ومدمنات المخدرات اللواتي اختفين من فانكوفر في التسعينات. وقال قاضي محكمة كولومبيا البريطانية العليا جيمس ويليامز، إن المحكمة بدأت النظر في ست قضايا قتل، فيما سيتم الاستماع إلى بقية التّهم لاحقاً لتفادي إرهاق المحلفين. وكانت المحكمة استمعت إلى شهادة قرابة 240 شاهداً. ويتهم الإدعاء بيكتون 56 سنة بإغواء ضحاياه ومرافقتهم إلى مزرعة العائلة الشاسعة خارج فانكوفر، حيث بلغت تكاليف عمليات التفتيش ونبش بقايا الضحايا في أرجاء المزرعة نحو 61 مليون دولار. وكانت السلطات الأمنية في المنطقة تعرّضت لانتقادات شديدة من المنظمات المدنية والجمعيات المدافعة عن حقوق العاملات في الدعارة لتقاعسها في عمليات البحث عن عشرات النساء اللواتي اختفين في المنطقة. وفي شباط فبراير 2002، أصدرت السلطات الصحية هناك تعميماً من إمكانية بيع السفاح لحوماً من مزرعته ملوثة ببقايا بشرية. وفرضت السلطات المختصة تعتيماً شديداً على الجلسات التمهيدية للمحاكمة التي بدأت منذ أكثر من العام وحظرت على وسائل الإعلام نشر وقائعها بدعوى تجنب تأثيرها على هيئة المحلفين. وحذر القاضي ويليامز المحلفين قائلاً:"أعتقد بأنكم ستتعرضون خلال هذه المحاكمة إلى أشياء تشابه أفلام الرعب ولكن ليس لكم خيار غلق جهاز التلفاز." وتابع المتّهم جلسات المحكمة من غرفة صغيرة معدّة خصيصاً لمثل هذه الحالات، ومجهزة بزجاج مضاد للرصاص. وفي حال إدانته في 14 جريمة قتل على الأقل، سيدخل بيكتون تاريخ كندا كأسوأ سفاح، متفوقاً على مارك لوبان، الذي قتل 14 امرأة في مونتريال قبيل انتحاره عام 1989.