كان يجري العثور على جثة امرأة في حقول بكندا كل بضعة أعوام ثم أصبح الأمر أكثر تكرارا... ومع كل جريمة قتل تزداد المخاوف من أن تصبح ادمونتون ثاني مدينة في غرب كندا موطنا لقاتل يستهدف العاهرات. وترفض الشرطة الكشف عما إذا كانت تعتقد ان سفاحا يجوب المدينة الواقعة في شمال ولاية البرتا ،حيث عثر على جثث 25 ضحية معظمهن عاهرات مدمنات للمخدرات منذ عام 1975 وتستند المخاوف في ادمونتون على قضية النساء المفقودات الشهيرة في مدينة فانكوفر. ولم تكن الشرطة هناك مستعدة لأن تعلن ما إذا كان هناك سفاح ينشط في المكان إلى أن ألقوا القبض على روبرت بيكتون في فبراير2002. ووجه إلى بيكتون اتهام بقتل 27 إمرأة معظمهن من بين ما يقرب من 70 عاهرة اختفين في فانكوفر خلال منتصف الثمانينات. ويقول منتقدون إنه كان بوسع الشرطة انقاذ حياة بعضهن إذا تابعت الحالات الأولى. وفي ادمونتون تحقق قوة مهام خاصة تابعة للشرطة الملكية الكندية تسمى المشروع كير في 41 قضية قتل لم تحل و31 حالة اختفاء في انحاء البرتا. وجميع النساء عشن حياة مليئة بمخاطر جمة. وأربع ضحايا من بين الضحايا التي عثر عليهن منذ يونيو (حزيران) 2004 من عاهرات الشارع 118 في منطقة الرذيلة بالمدينة. ولا تزال هناك امرأتان أخريان مفقودتان مما يجعل الحياة بالنسبة للعاهرات تعتمد على الحظ أكثر من المألوف. ونجت ماري التي تعمل في المنطقة منذ 20 عاما من هجوم في الخريف الماضي. لكن خوفها لم يمنعها هي أو أخريات مدمنات للمخدرات وليس لديهن عمل آخر من الوجود في الشارع أو عدم ركوب سيارات الزبائن. قالت ماري وهو اسمها المستعار «بدأت الآن أمكث بعض الليالي في البيت وكذلك بعض الفتيات الأخريات.» ومضت تقول «أظن أنني واحدة من المحظوظات.. لقد كتب لي عمر جديد.» وأضافت ماري أن الشرطة عثرت عليها في الخريف الماضي ممددة على الأرض مضروبة وفاقدة الوعي على طريق زراعي في مقاطعة ستراثكونا وهي منطقة خارج ادمونتون أصبحت مكانا للتخلص من الضحايا. وبعد ستة أشهر خرجت ماري وهي امرأة في منتصف الثلاثينات قديمة في الحرفة إلى الشارع مرة أخرى وهي تعرف أن حظها قد لا يسعفها في أي وقت. وتقول ماري التي شحب وجهها منذ سنوات لإدمانها الكوكايين «عرفت معظم الفتيات اللاتي اختفين أو قتلن.» وال ماي ماير (33 عاما) هي أحدث ضحية. وعثر مزارع على جثتها في حقله في السادس من مايو آيار الماضي. وهي أم لرضيع عمره ستة أشهر. ومثل غالبية عاهرات ادومنتون أعطت ماير عينة من الحامض النووي ومعلومات شخصية عنها لمحققي الشرطة في إطار برنامح تطوعي بدأ تطبيقه في عام 2003. وساعدت عينة مماثلة من الحامض النووي محققي الشرطة على التعرف على بقايا متفحمة لعاهرة أخرى تدعى شارلين جولد (20 عاما) التي عثر عليها في أبريل (نيسان) الماضي عامل في حقل للنفط. وتحدثت ميرل والدة كلود هاتفيا مع ابنتها قبل أيام. وتركت كيونا ابنة شارلين وعمرها عامان لتعيش ذكرى قاسية. وقال ميرل «ترى صورة أمها في وسائل الإعلام وتنادي «ماما». وتتطلع ميرل وعائلات الضحايا الآخرين للقبض على القاتل. وكذلك الشرطة. وفي نوفمبر (تشرين) الثاني الماضي اجتمع فريق من المحققين الجنائيين يضم الذين يحققون في قضية بيكتون ومسؤولين أمريكيين حققوا في قضايا قتل في ايفرجرين بولاية واشنطنالأمريكية في ادمونتون لتحليل التحقيقات التي أجريت. قال الكابتن وين اوكس من الشرطة الملكية الكندية «مر علي 28 عاما في القوة وهذا هو أخطر موقف أراه.» ولم يعترف بأن قوة الشرطة تبحث عن سفاح لكنه قال «نعتقد أن شخصا واحداً قد يكون مسؤولا عن أكثر من جريمة قتل.» وقد تشمئز الشرطة من تصنيف العاهرات المخضرمات لكنها لا تشمئز من تصنيف قاتلهم أو قاتليهم. قالت كارول التي تركت العمل في الدعارة في عام 1989 بعد مقتل صديقتها جورجينا فيت قرب ادمونتون «لي صديقات اختفين من الشارع في ادمونتون وفانكوفر.» وتابعت «الشرطة وجدت أيضا الحامض النووي لصديقتي جورجينا وبابين في مزرعة بيكتون.. وهي أيضا من ادومنتون.» وقالت «لا بد من وضع حد لشيء ما هنا.»