ثمّن الحكم السعودي الدولي خليل جلال الإشادة الكبيرة واللافتة التي حظي بها من الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد أخيراً، على هامش دورة "خليجي 18" الجارية منافساتها في العاصمة الإماراتيةأبوظبي. وأكد الحكم جلال أن تلك الإشادة ليست إلا شهادة كبيرة وغالية من شخصية رياضية خبيرة في الرياضة كالأمير سلطان بن فهد، وكشف ل"الحياة"أنها ستعطيه دافعاً كبيراً لتقديم أفضل عطاء تحكيمي في كل المباريات التي سيقودها، وجاء الحوار على النحو الآتي: كيف تثمّن إشادة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد بك، ووصفك بأفضل حكم في آسيا؟ - إنها شهادة أعتز وأفتخر بها كثيراً، لأنها جاءت من الأمير سلطان بن فهد الرجل الخبير والحكيم في مجال الرياضة، وصاحب المكانة العالية بين الرياضيين في الوطن العربي وفي القارة الآسيوية، و نفتخر بأن رياضتنا يقودها شخص بحكمة وخبرة وحنكة الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف بن فيصل، وأشكرهما كثيراً على ما يقدمانه للحكم السعودي من دعم واهتمام كبير، أوصل الحكم السعودي إلى مكانة مرموقة في آسيا. على رغم نجاحك في قيادة أولى مباريات"خليجي 18"التي جمعت منتخبي الإمارات وعمان، إلا أنك قوبلت بحملة واسعة من الانتقادات اللاذعة من الصحافة والجماهير الإماراتية، كيف واجهت ذلك؟ - الإشادات التي تلقيتها خصوصاً من الأمير سلطان بن فهد ومن المحللين والنقاد الرياضيين والإعلاميين، كانت علامة مؤكدة لنجاحي في قيادة المباراة إلى بر الأمان، لكن يجب أن يعلم الجميع أن هذا هو حال كرة القدم، فالخاسر يصب جام غضبه على الحكام، وهذا يحدث في غالبية دول العالم، وكل الحكام اعتادوا على ذلك، وقد تلقيت ردود أفعال بعض الأخوة الإماراتيين وتقبلتها بصدر رحب. وأحب أن أؤكد لجماهير الإمارات كافة أن كل القرارات التي اتخذتها في المباراة كانت صائبة، وعليهم مشاهدة اللقاء مرة أخرى عبر الفيديو، وليعلم الجميع أنني أكن لكل الجماهير الخليجية التقدير والاحترام. كيف تجد مستوى التنافس بين المنتخبات في الأيام الأولى لدورة الخليج؟ - نعرف جيداً أن دورات الخليج تختلف كثيراً عن أي بطولة كروية اخرى في القارة الآسيوية، إذ أن دورات الخليج لها طابع خاص ومكانة مهمة لدى ابناء الخليج، والمنتخبات تختلف في مستوياتها من دورة إلى اخرى، وكل منتخب يستعد بطريقته الخاصة للمنافسة على اللقب، وفي المباريات المقبلة سيرتفع الأداء، ثم إن دورات الخليج قدمت وما زالت تقدم أسماء لامعة من اللاعبين والمدربين والحكام. هل كان للضغط الإعلامي والجماهيري تأثير في قرارات الحكام؟ - لا شك أن أية ضغوط جانبية من الإعلام والجماهير وغيرها لها تأثير في الحكام، لكن يجب على الحكم ان يعي ذلك وألا ينساق خلف تلك التأثيرات، وفي الأيام الماضية وعلى رغم المتابعة والتغطية الإعلامية والجماهيرية الكبيرة للدورة، إلا أن الحكام لم يتأثروا كثيراً بالضغوط الإعلامية والجماهيرية. هل واجهت صعوبة أثناء قيادتك لمباراة الافتتاح؟ - لقد اعتدت على قيادة مثل هذه اللقاءات، بل سبق أن أدرت مباريات أكثر قوة وإثارة ووفقت فيها، واللقاء الماضي وجدت فيها تعاوناً كبيراً من لاعبي المنتخبين، إلى جانب نجاح زملائي الحكام المساعدين معي. لجنة الحكام في الدورة برئاسة الجزائري بلعيد باكلرن أكدت أن اختيارها الحكام الخليجيين لقيادة مباريات الدورة هو تكريم لهم، كيف تصف ذلك؟ - مشاركة الحكم الخليجي في الدورات والبطولات الكروية الكبيرة هو تكريم له، إذ أن نجاحه في قيادة أية مباراة إلى بر الأمان يعطيه دافعاً كبيراً لتقديم الأفضل، ويرفع من أسهمه على الصعيد العالمي، وغالبية دول الخليج يوجد بها أسماء تحكيمية قديرة ومميزة، حققت نجاحات في محافل ماضية عدة، وإن شاء الله تستمر نجاحات الحكم الخليجي في هذه الدورة. الحكم السعودي في الدوري المحلي تلقى هذا الموسم سيلاً من الانتقادات والمطالبات الواسعة بالاستعانة بالحكم الأجنبي في قيادة المباريات الدورية الكبرى، وطبق ذلك في لقاءات ماضية عدة، ألا ترى أن ذلك يضعف كثيراً من أداء الحكم السعودي؟ - الاستعانة بالخبرات في أي مجال مطلوبة، وأمر طبيعي يهدف إلى التطوير، والحكم عامل يحتاج إلى التطوير، ولو لم يكن هناك احتكاك وتجارب ومشاركات مستمرة في بطولات عدة، لما اكتسب الحكم الخبرة والمعرفة، والحكم السعودي لديه الإمكانات الفنية والبدنية والفكرية لتقديم الأفضل والتطور، خصوصاً أن الحكم يحظى بدعم واهتمام كبيرين من الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، لكن يجب على الإعلام والجماهير ورؤساء الأندية غرس الثقة من جديد في الحكم السعودي، وللمعلومية الحكم السعودي ما زال اسمه مطلوباً خارج السعودية، كما هي الحال للحكم الأجنبي داخل السعودية. الحكم السابق والخبير التحكيمي محمد فودة رشحك لنيل جائزة أفضل حكم في"خليجي 18"، ما رأيك؟ - ذلك الترشيح لم يأت من فراغ، فقد جاء من خبير كبير في مجال التحكيم هو محمد فودة، وأشكره على ذلك، والله يكتب ما فيه الخير، وسأعمل خلال المباريات المقبلة على الاستمرار في تقديم الصورة المشرفة للحكم السعودي الناجح.