أعلن قائد الجيش الفيليبيني هيرموجينيس اسبيرون أمس، ان مختبرات مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي أكدت مقتل زعيم جماعة "أبو سياف" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" قذافي جنجلاني، مشيراً الى ان جثة الزعيم المتشدد الذي رصدت الولاياتالمتحدة خمسة ملايين دولار مكافأة لقتله اخضِعت لفحص الحمض النووي دي ان أي وقورنت بعينات دم شقيقه. ويعتقد بأن جنجلاني اصيب بجروح بالغة في هجمات شنها 5 آلاف جندي في جزيرة جولو جنوب الفيليبين بين الثالث والسادس من ايلول سبتمبر الماضي، قبل ان يُعثر على جثته متحللة في كانون الاول ديسمبر، من دون ان تعلن السلطات وفاته، خشية عدم امكان تأكيد مقتله، كما حصل مرات عدة في السابق. وتزعم جنجلاني جماعة "ابو سياف" بعد وفاة مؤسسها، شقيقه الأكبر الداعية عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني إثر اشتباك مع الشرطة في جزيرة باسيلان العام 1998، علماً ان الاخير أنشأ الجماعة بعد عودته من افغانستان في التسعينات من القرن العشرين لاقامة دولة اسلامية في الفيليبين، تمهيداً للتحالف مع جماعات أخرى أصولية لتوسيعها في جنوب شرقي آسيا. وانتقلت الجماعة بقيادة جنجلاني من شن هجمات محدودة استهدفت كنائس وأديرة وبعثات تبشير في الفيليبين، الى عمليات خطف وقتل الأجانب خارج البلاد، ابرزها احتجاز رهائن في منتجع ماليزي العام 2000. وفي العام 2002، ادرج"أف بي آي"جنجلاني على لائحة المطلوبين الأكثر خطراً الضالعين بالارهاب، بعدما اتهمته محكمة أميركية بخطف المبشر الاميركي مارتن بيرنهام وقتله. ولاحقاً، اتهمت مانيلا جنجلاني بتنفيذ أسوأ هجوم في تاريخ الفيليبين عبر تفجير عبّارة قرب خليج العاصمة في شباط فبراير 2004، حين قتل أكثر من مئة شخص. وعلى اثرها، ارسلت السلطات وعلى دفعات سبعة آلاف جندي خضعوا لتدريبات على ايدي مستشارين عسكريين اميركيين الى جزيرة جولو، في محاولة لاستئصال جذور الجماعة ومنع توسعها في انحاء الفيليبين. وأسفر ذلك عن مقتل اربعة من خمسة من أبرز زعماء الجماعة، هم الى جنجلاني"أبو صبايا"الذي قتل في معركة بحرية في حزيران يونيو 2002، وهمسراجي سالي الذي قتل في باسيلان في نيسان ابريل 2004، و"أبو سليمان"الذي قتل الاسبوع الماضي، فيما بقي رادولان ساهيرون حياً. ويلاحق الجيش الفيليبيني الذي ينسق عملياته في جزيرة جولو مع مئة مستشار عسكري اميركي حوالى أربعمئة متشدد من جماعة"أبو سياف"وثلاثين أندونيسياً على الاقل يشتبه في انتمائهم الى"الجماعة الاسلامية"، بينهم"ذو المتين"و"عمر باتيك"اللذان يعتقد بتورطهما في تفجيرات بالي العام 2002، ووافق الجيش أول من أمس، على نشر 1500 جندي إضافي في جزيرتي جولو وباسيلان.