في ظل معلومات عن فشل جهود الوساطة على خط دمشق - الدوحة، ونفي صحة هذه المعلومات، يواصل الوسيطان الفلسطينيان النائب المستقل زياد أبو عمرو ومحمد رشيد خالد سلام المستشار الاقتصادي للرئيس الراحل ياسر عرفات، مهمتهما في العاصمة السورية، في محاولة أخيرة للتوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ان الحوار وصل الى طريق مسدود. واوضح عضو اللجنة المركزية في الجبهة عبدالحميد أبو جياب ان الحوار الثنائي بين حركتي"فتح"و"حماس"وصل الى طريق مسدود، مشيراً الى ان"الصراع قائم تحت سقف المحاصصة في وزارات المال والخارجية والداخلية والتربية والتعليم والصحة، وحصة كل فريق فيها". ورأى ان تعطيل استئناف الحوار الوطني الشامل في غزة الذي كان مقررا الثلثاء الماضي لتشكيل الحكومة يشكل خسارة كبرى للشعب الفلسطيني. وقال ان الحوار تعطل"بسبب تردد فتح وانتظار حماس نتائج حوارها الثنائي مع موفدي الرئيس محمود عباس أبو عمرو وسلام الى الحوار بين الطرفين في دمشق". وسادت اجواء من التشاؤم في قطاع غزة في ظل عدم وجود أي مؤشرات الى نجاح الوساطة او العودة الى طاولة الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على ارساء قواعد الوحدة الداخلية ومنع الاقتتال والعمل على فك الحصار السياسي والمالي المفروض على الحكومة والشعب الفلسطيني منذ ان شكلت"حماس"الحكومة الحالية في آذار مارس من العام الماضي في أعقاب فوزها الساحق في الانتخابات التشريعية. لكن أبو عمرو ومصادر في"فتح"و"حماس"تحدثت ل"الحياة"عن اجواء ايجابية تسود حوارات دمشق، وقرب عقد لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل. ونفى أبو عمرو والمصادر ذاتها امس فشل جهود الوساطة، وقال ان الجهود قطعت شوطاً، مستدركاً ان"بعض القضايا ما زال بحاجة الى اجمال حتى يتم الاتفاق عليه لتشكيل حكومة وحدة". وقال ان"عباس سيلتقي مشعل اثناء زيارته سورية السبت المقبل، وقد يناقشان ما تبقى من قضايا لانجاز حكومة الوحدة". وما زالت قضيتا برنامج الحكومة والوزارات السيادية محل خلاف شديد بين فريقي الرئاسة و"فتح"من جهة وفريق الحكومة و"حماس"من جهة أخرى، وهو الخلاف الذي ظهر منذ الجلسة الأولى للحوار بين الفريقين. واتهم مصدر حكومي في حديث ل"الحياة"جهات في"فتح""بمحاولة افشال الحوار الجاري حالياً في دمشق". الا ان مصدراً مقرباً من رجل"فتح"القوي النائب محمد دحلان قال ل"الحياة"ان الحوار في دمشق لم يفشل، على رغم تأكيده ان سلام ليس مبعوثاً من الرئيس، في تلميح الى"القناة الرسمية"وهي قناة"أبو عمرو"المعروف بعلاقته الوطيدة بعباس و"حماس"التي صوت له انصارها في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وقال المصدر الحكومي ان تشدداً جديداً ظهر في مواقف فريق الرئاسة في بعض القضايا في المفاوضات الحالية يتمثل في هوية من سيتولى حقيبة الداخلية، علما ان"حماس"وافقت على أن يكون مستقلاً بشرط أن تختاره الحركة وتقبل به"فتح"، اضافة الى منصب رئيس الوزراء وخطاب التكليف. وكانت"حماس"عادت واصرت على أن يتولى هنية رئاسة حكومة الوحدة بعدما وافقت قبل نحو شهرين على اسنادها الى شخصية مقربة من الحركة. وقال المصدر الحكومي ان هناك اتفاقا سابقاً بين الفريقين على أن يكون كتاب التكليف لرئيس حكومة الوحدة هو الكتاب نفسه الذي وجهه عباس لهنية عند تأليفه الحكومة الحالية، مضافاً اليه عبارة"وثيقة الوفاق الوطني". وكشف أن مطالب جديدة ظهرت حالياً من قبيل الاشارة في كتاب التكليف الى التزام الاتفاقات السابقة وخطة"خريطة الطريق"التي ترفضها"حماس". وفسرت الحركة هذه المطالب بأنها محاولة من جانب جهات في"فتح"لافشال الجهود لتشكيل حكومة الوحدة، داعية فريق الرئاسة الى الاستفادة من اجواء الوئام السائدة حالياً في الشارع الفلسطيني والتقدم في حوارات تشكيل هذه الحكومة بعيداً عن لغة الصراع.