مع وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد ظهر امس الى اسرائيل في بداية جولتها في المنطقة، عقد العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات في عمان لتنسيق مواقفهما قبل محادثات رايس اليوم مع عباس في رام الله، ثم مع العاهل الاردني. والتقت رايس مساء امس وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وبعد ان كشفت مصادر قريبة من الرئاسة الفلسطينية واخرى من"حركة المقاومة الاسلامية"حماس امس ان ملامح اتفاق تتبلور بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل لتشكيل حكومة وحدة وطنية مرجحةً ان يلتقيا الثلثاء المقبل في دمشق، قالت مصادر فلسطينية في العاصمة السورية ل"الحياة"أمس إن الرئيس عباس طلب تأجيل زيارته إلى دمشق بضعة أيام ل"اجراء ترتيبات إضافية"، مشيرة إلى أنه اقترح زيارة دمشق يومي السبت والأحد المقبلين. ومن المقرر أن يأتي وفد فلسطيني، يضم النائب الفلسطيني المستقل زياد أبو عمرو ومحمد رشيد المعروف باسم خالد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس الراحل ياسر عرفات إلى دمشق آتياً من الدوحة، في إطار اجراء الترتيبات النهائية على اللقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل. وكان مقرراً أن يزور عباس دمشق يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، لكن زياد أبو عمرو اتصل أمس بقيادة"حماس"طالباً تأجيل الزيارة بضعة أيام. وقالت مصادر"حماس"ل"الحياة"أمس إن موضوع تحديد موعد الزيارة بعد التأجيل يعود إلى الجانب السوري، باعتبار أن هناك شقاً أساسياً في زيارة عباس يتضمن لقاءه مع الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع. وتابعت المصادر الفلسطينية ان عباس أراد"توفير أجواء استرخاء في الداخل وترطيب الأجواء مع قطر عبر لقاء أبو عمرو ورشيد مع وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، قبل قيام عباس بتحركه". لكن مصادر قريبة من"فتح"قالت إن"الزيارة ستتم الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى، وهناك مجموعة من الارتباطات لدى الرئيس عباس بينها لقاؤه مع كوندوليزا رايس أدت الى تأجيل الزيارة بضعة أيام". وقبل ساعات من وصول رايس الى المنطقة، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ان السياسة الاميركية والاسرائيلية تعمل"على ايقاع الشعب الفلسطيني في اتون الحرب الاهلية". ووجه هنية كلمة الى الشعب الفلسطيني اتسمت بلهجة تصالحية واضحة دعا فيها الفلسطينيين الى وقف الاحتراب الداخلي والعودة الى الحوار. وكان ابو عمرو ورشيد غادرا رام الله امس متوجهين الى قطر ثم الى دمشق للقاء خالد مشعل لتقديم اجابات حول بعض الاسئلة من الرئيس عباس. وكان ابوعمرو ورشيد التقيا الرئيس عباس في منزله في رام الله اول من امس لساعات عدة بعيدا عن اعين وسائل الاعلام. وأكد نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"موسى ابو مرزوق في تصريحات الى وكالة"اسوشييتد برس"المحادثات السرية التي بدأت قبل اسبوعين بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واللقاء المرتقب بين مشعل وعباس في العاصمة السورية معرباً عن امله في ان"تكون هذه الاجتماعات في دمشق بناءة وتؤدي الى حسم كل المشكلات العالقة التي افشلت الحوار الوطني في الماضي". وتزامن خطاب هنية امس مع توقيع اتفاق بين الحكومة ونقابة العاملين في الوظيفة الحكومية أنهى اكثر من اربعة اشهر من الاضراب المتواصل عن العمل احتجاجا على عدم تلقي الموظفين رواتبهم بانتظام. ونص الاتفاق على استئناف دفع رواتب الموظفين بانتظام ابتداء من الشهر المقبل على ان تدفع المستحقات المتأخرة لهم على مدى اربعة اشهر. وأجرى الرئيس الفلسطيني محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال زيارة قصيرة قام بها الى عمان امس لتنسيق المواقف الاردنية - الفلسطينية عشية المحادثات المنتظرة مع وزيرة الخارجية الاميركية. واكد مصدر اردني ل"الحياة"ان الملك عبدالله الثاني عاتب ضيفه عباس على رفضه المبادرة الاردنية لمصالحته مع رئيس الوزراء هنية وان عمان ابدت عدم ارتياحها للانباء التي تحدثت عن ترتيبات جارية لعقد لقاء بين عباس ومشعل في دمشق قريبا. وأكد بيان الديوان الملكي ان العاهل الاردني استعرض مع عباس الجهود المبذولة عربياً ودولياً لتذليل العقبات التي تعترض اطلاق العملية السلمية وصولاً الى خطوات محددة وملموسة على ارض الواقع تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. من جهته، اطلع عباس العاهل الاردني على المساعي التي تبذلها القيادة الفلسطينية لحل الخلافات الداخلية للوصول الى توافق وطني، مشيرا الى ان الجهود مستمرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج قادر على انهاء الحصار. وبرر عباس عدم تلبيته دعوة العاهل الاردني للحضور الى عمان مع هنية لاجراء محادثات مصالحة قائلاً:"نظراً إلى الظروف الداخلية الفلسطينية الصعبة والحراك الوطني الفلسطيني الرامي الى الوصول لتوافق حيال العديد من القضايا، فإن من الصعب عقد لقاء في عمان مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في المستقبل القريب". وقال عباس للصحافيين ان محادثاته مع الملك عبدالله الثاني انصبت على"زيارة وزيرة الخارجية الاميركية واهمية تنسيق المواقف العربية لأن من المهم التحدث بلغة ومضمون واحد". وأكد عباس ضرورة"التركيز على كيفية البدء بمفاوضات للوصول الى حل نهائي".