رفضت الولاياتالمتحدة الاتهامات التي اطلقها رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لها بالسعي الى اسقاط حكومته المنتخبة بشكل ديموقراطي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان"هذا النوع من الخطب يهدف الى تغطية واقع انه هو وحكومته فشلا في الحكم". وأكد ماكورماك ان"حماس"اثارت مواقف سياسية ضدها بسبب عدم التزامها المبادىء التي وضعتها اللجنة الرباعية التي دعتها الى الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف، وقال:"لو كانت هناك حكومة لحماس تمتثل لهذه المبادىء وتتصرف على اساسها، فمن الممكن جدا لها ان تقيم علاقات مختلفة مع بقية العالم". واضاف:"لم يحققوا ذلك، لذلك وجدوا انفسهم في هذا الوضع الآن". وكان هنية اتهم الرئيس محمود عباس وحركة"فتح"من دون أن يسميهما، بالعمل على اسقاط حكومته تنفيذاً للسياسة الاميركية، مجدداً رفضه الدعوة الى تنظيم انتخابات مبكرة وجهها عباس السبت الماضي واطلقت اشارة البدء لاقتتال داخلي فلسطيني راح ضحيته حتى الآن عشرة فلسطينيين. وقال هنية في خطاب مطول دام نحو ساعة ونصف الساعة ونقل على الهواء مباشرة:"هناك قرار غير معلن بإسقاط الحكومة"، مضيفاً ان"الاميركان يقودون هذه السياسة". واتهم"فتح"وعباس بالسعي الى الحصول من خلال الحكومة على ما فشلوا في الحصول عليه خلال الاشهر الماضية"، في اشارة الى التنازلات التي تطالب"حماس"بتقديمها لتشكيل حكومة وحدة. ونفى ان تكون"حماس"مسؤولة عن افشال الحوار، مشيرا الى ان عباس و"فتح"اشترطا ان تتنازل"حماس"عن رئاسة الوزراء والشخصيات الحزبية الفاقعة من"حماس"والوزارات السيادية الاربع الخارجية، والداخلية، والمال، والإعلام، وقال:"تنازلنا عن رئاسة الحكومة وعن المرشح الثاني لرئاستها الدكتور باسم نعيم، وعن حقنا في 14 وزيراً وقبلنا بتسعة فقط"، لافتا الى ان"حماس"تنازلت ايضا عن حقيبتي الخارجية والاعلام ايضاً. واعتبر ان الدعوة الى انتخابات مبكرة"ستعيدنا عشر سنوات الى الوراء، ونحن نؤكد اننا لن نقبل هذه الدعوة، ونشدد على ضرورة احترام خيارات الشعب الفلسطيني". وختم بدعوة"فتح"و"حماس"الى"اطلاق المخطوفين من الجهتين ... وإلى مصالحة وطنية شاملة لحماية السلم الاجتماعي والوئام"، وقال:"مستعدون لدفع الديات لكل اولياء الدم لنحقن دم شعبنا وأمتنا". ودعا وزير الداخلية سعيد صيام الى"عقد اجتماع فوري مع الاجهزة الامنية لوضع خطة مشتركة لاحتواء الاحتقان وتهدئة الخواطر ومنع مظاهر التسلح". كما دعا الى التحقيق في عمليات القتل التي وقعت خلال الأيام الماضية، مطالبا"بالبدء في قضية الاطفال الثلاثة قبل البدء بالتحقيق في قضيتي". وطالب باعتبار"الحوار هو سيد الموقف وعدم اللجوء الى السلاح وضبط النفس ... والحفاظ على الوحدة الوطنية، فنحن شعب واحد". ورفض مستشار الرئيس نبيل أبو ردينة ما قاله هنية عن"خطة غير معلنة لاسقاط الحكومة"، وقال في تصريحات له عقب القاء الخطاب ان"الاولوية كما اعلن الرئيس عباس تتجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية". واضاف ان عباس كان واضحا عندما قال:"دعوت لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في حال فشلت كل الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية". ووصف كبير ناطقي حركة"فتح"احمد عبدالرحمن خطاب هنية بأنه خطاب الانفراد والطريق المسدود، وقال ان هنية"تجاهل حقيقة ان رفض حماس للشراكة السياسية والبرنامج الوطني كان وراء انفراد حماس في تشكيل الحكومة وفي تقديم برنامج سياسي يتعارض تعارضاً تاما مع الشرعيات الثلاث الفلسطينية والعربية والدولية". ووصف برنامج"حماس"بأنه"غير واقعي وجلب المقاطعة الدولية لشعبنا". وأصر على وصف الطريقة التي تدخل بها الحكومة الاموال في حقائب عبر معبر رفح بأنها"تهريب".