تزامنت محادثات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس مع كبار المسؤولين الاسرائيليين مع مقتل مقاوم فلسطيني واصابة آخر خلال هجوم على موقع عسكري اسرائيلي قرب رفح جنوب قطاع غزة قتل فيه جندي اسرائيلي وجرح اثنين من جنود الاحتلال. ووجهت رايس بعد تلك المحادثات انتقادات حادة لخطط اسرائيل لتوسيع مستوطنتين يهوديتين في الضفة الغربية. راجع ص7 وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الاردني فاروق القصراوي في عمّان، المحطة الثالثة من جولة تشمل دولاً عدة في الشرق الاوسط:"ناقشت موضوع المستوطنات والجدار الفاصل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الخارجية سلفان شالوم ومع كل من يريد ان يصغي". وتجري رايس اليوم محادثات في مصر ثم تنتقل الى الرياض لتجري محادثات مساء اليوم وغداً مع القادة السعوديين. واعلنت وزارة الاسكان الاسرائيلية، فور انتهاء محادثات رايس مع شارون ومسؤولين اسرائيليين آخرين، عن استدراج عروض لبناء 700 منزل اضافية في مستوطنتين قرب القدسالشرقية هما"معاليه ادوميم"و"بيتار عيليت". لكن رايس قالت"ان للولايات المتحدة في الحقيقة سياسة واضحة تجاه هذا الامر كما اننا لا نتوقع ان نرى اي نشاط من جانب الاسرائيليين يحكم بشكل مسبق على اتفاق الوضع النهائي". واوضحت انها تفهمت اعلان اسرائيل في بعض الاوقات عن استدراج للعروض للبناء داخل المستوطنات" لكن الاسرائيليين بحاجة الى ان يفهموا، واعتقد انهم يفعلون، ان للولايات المتحدة وجهات نظر قوية حول هذا الموضوع". وكانت رايس اعلنت قبل ذلك في القدسالمحتلة ان الفلسطينيين والاسرائيليين اتفقوا مبدئياً على هدم منازل المستوطنين المنوي اجلاؤهم من قطاع غزة في اطار خطة شارون ل"فك الارتباط"عنه بداعي ان بقاءها، على قلة عددها، لا يفيد الفلسطينيين في ايجاد حلول للضائقة السكنية في القطاع المكتظ ب 1.3 مليون شخص. وتابعت ان الولاياتالمتحدة ستنظر في كيفية دعم هذا المخطط وامكانات ان تساهم مصر والسعودية"على نحو يبعث على الأمل في نفوس الفلسطينيين". لكن رايس تفادت الحديث عن"اليوم التالي"للانسحاب الاسرائيلي، متجنبةً كل ما يمكن تفسيره من وجهة نظر الاسرائيليين بأنه انحراف عن الدعم الاميركي المطلق لسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي. واكدت مجدداً التزام الولاياتالمتحدة أمن اسرائيل واشادت بمتانة العلاقات بين البلدين. وفي عمّان، أعادت رايس تأكيد موقفها من الانسحاب الإسرائيلي من غزة، مشيرةً إلى ان"غزة ليست أولاً وأخيراً، لكنها خطوة أولى للإسراع في تطبيق خريطة الطريق". وأضافت:"إذا كان فك الارتباط ناجحاً، واقصد هنا ان يتم بشكل سلمي ومنظم، فهذا سيبث الثقة بين الطرفين، والفلسطينيون سيقوون مؤسساتهم السياسية، وعلينا جميعاً العمل لإنجاح هذه الخطوة، ونقول لكل من يرفض أو يحاول ان يسيء لهذا الانسحاب، واقصد هنا المنظمات الإرهابية، ان هذا لن يكون مقبولاً من المجتمع الدولي على الإطلاق، وهذا يعني حرمان الشعب الفلسطيني من فرصة تاريخية". وأكدت رايس ان قضية اللاجئين الفلسطينيين ستفتح للمناقشة في التسوية النهائية و"سيكون الحوار من اجل إيجاد حل ممكن وعادل وتأسيس دولة فلسطينية قوية وتقدمية وقابلة للحياة". ودعت رايس في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيرها الاردني في عمّان قادة الدول العربية إلى إعطاء فرصة اكبر لسماع أصوات شعوبهم في الوقت الذي امتدحت فيه مبادرات الإصلاح التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في بلاده. وأكدت رايس دعم الولاياتالمتحدة"المبادرات الاصلاحية المبدعة في المجالات السياسية والاقتصادية وحقوق المرأة والتعليم التي تجرى في الأردن لأنها نموذج مثالي للمنطقة"، واصفة الأردن بأنه شريك استراتيجي للولايات المتحدة في عملية الديموقراطية والسلام ومكافحة الإرهاب وأعلنت رايس عن تقديم الولاياتالمتحدة مبلغ 760 مليون دولار كمساعدات للأردن منها 300 مليون من الموازنة الإضافية التي اقرها الكونغرس تقديراُ لدور الأردن في مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة"ان الحكومة الأردنية تجاهلت طلباً لوزيرة الخارجية الأميركية للاجتماع أثناء زيارتها لعمان مع مجموعة من الاصلاحيين والإسلاميين الأردنيين. وفي الرياض التي تصل اليها الوزيرة الاميركية مساء اليوم ابدت المصادر السعودية المسؤولة ارتياحها للاجواء التي تسود العلاقات السعودية - الاميركية هذه الايام، والتي شهدت تحسناً مضطرداً منذ زيارة ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز للولايات المتحدة في شهر نيسان ابريل الماضي. وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعرب عن ترحيب بلاده بجولة الوزيرة رايس في المنطقة وبزيارتها للرياض، مشيراً الى ان المحادثات السعودية معها ستتناول الاوضاع في المنطقة وقضايا العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن المقرر ان يلتقي الوزيرة رايس في زيارتها التي تستغرق اقل من 24 ساعة للرياض ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز، في حضور كبار المسؤولين السعوديين، وذلك بعد ان تجري محادثات فور وصولها مع نظيرها السعودي. ويتوقع ان تتناول المحادثات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وفي العراق ولبنان وسورية وفي المنطقة بشكل عام، كما ستتناول قضايا العلاقات الثنائية بين البلدين وتعاونهما المشترك في مكافحة الارهاب.