حديقة مهجورة أيُّها العائدُ الكواكبُ التي تقودُكَ عمياء والبلادُ بوّابةٌ قديمة يفتحها الموتى ليمرّوا. * * * في ثلاجة الجثث لم تزل أسنانُ الليل بيضاء والقططُ عند باب المشرحةِ تَركُلُ بعيونٍ آدميّةٍ كُرةَ الألغاز * * * طائرٌ صغير في حديقةِ البيتِ المهجورةِ مثل حَرَشٍ مسكون، بأجنحتهِ المضطربةِ، بالتفاتةِ عُنقهِ المخطوفةِ وهوسِ مِنقاره طائرٌ يتدلى في غُصن يُهزّني مثل حبلِ غسيل. تخطيط بالفحم والدم ملح، زرقة ودخان ثالوث الروح. والجسد عباءة هيكل يختبئ فيه عملاق إسمه الكلام وهذه الأنا تخطيط بالفحم والدم لم ينجز بعد. * * * في صخب البحر يتغرغر فمُ الكوكب الأزرق كذبة نُصدقها بإصرار وبكل الألوان. القارب الأبيض موجة متحجرة فوقه الصياد بقعة من دم. لماذا تُصرّ الموجة النافرة على تلقيني في كل مرة الدرس ذاته، انني أركض بلا هوادة ورائي. ما الذي يجعل الأجساد وأغطيتها كلها شذرات ترى ولا ترى في غبار النور والكلمات توابيت نحن مقابرها السائرة. أحياناً يتنفس الصمت الصعداء في كلمة ليموت في الكلام الشاهد الوحيد الذي يرى ويمضي فقط، هذه الغيوم. فوق رصيف العائلة هذه الغيوم ليست محبرة إلا لما يكتبني وأنا لست حفّاراً إلا فيها. كواكب تمضي فيّ الى محاقها أمشي وتمشي معي الآبار والطحالب والأجراس أقطف أمومة صحراء أتعلّم أن أخون الأبدية يقيناً انني سأتلقى الصدمة مثل نيزك يحترق قبل أن يصل الأرض. طين منقوع بدم السلالة فوق رصيف العائلة منذ نصف قرن أصنع منه طيف طواغيت أو طائر طلل. رعوي جيلي فقد شرب الزمن العربي مثل قطيع ظباء لم أكن أنا عندما جاءوا أزاحوا الستار عن مشهد الولادة لكني ما زلت أواصل لعب أدوارها التي أحفظها عن ظهر غيب وأولد في كل مرة أنساها. كمادات من ملح الأرض ومن فوسفور الكواكب، طريقي، ألفّ بها الأقدام والشواهد عبور باتجاهين، أفقي وعمودي بينهما مفازة تومئ الى ثالث لا أين له خارجاً.