أثارت تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال عاموس يادلين امام لجنة الخارجية والأمن والبرلمانية امس حول "صدقية النيات السورية" بخصوص استئناف المفاوضات السلمية مع اسرائيل، جدلاً مجددا في الساحة الحزبية حول الموقف الذي ينبغي على اسرائيل اتخاذه من هذه المسألة. وقال يادلين انه ليس متأكدا تماما من ان الرئيس السوري بشار الأسد معني حقا بالتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل"لكن من الواضح انه يريد الدخول في مفاوضات معنا للحصول على شرعية دولية وتخفيف الضغوط الدولية على سورية في قضية الاغتيالات في لبنان". واضاف خلال استعراضه الأوضاع الأمنية ان سورية خفضت أخيرا حال التأهب في صفوف جيشها المنتشر على الحدود مع اسرائيل، قياسا بما كان عليه خلال الحرب على لبنان، الصيف الماضي. وتؤكد أقوال يادلين موقف القيادة العسكرية المؤيد التجاوب مع رسائل السلام السورية خلافا لموقف رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد مئير داغان الذي لا يرى مؤشرات لتليين سورية مواقفها المعهودة ولسعيها الحقيقي للسلام. الى ذلك، قدم يادلين"صورة قاتمة"، بحسب الاعلام الاسرائيلي، عن الأوضاع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية اذ قال ان ايران وسورية لا تزالان تمدان"حزب الله"بالسلاح وسط عجز القوات الدولية عن منع ذلك. وأضاف ان النقطتين الأساسيتين اللتين ألحت اسرائيل على ان يشملهما القرار الدولي الرقم 1701: وقف نقل الأسلحة لحزب الله وتجريد الأخير من سلاحه، لم تطبقا. وعقب النائب من حركة"ميرتس"اليسارية يوسي بيلين على أقوال يادلين بالقول انه لا يجوز لرئيس الحكومة ايهود اولمرت الاستخفاف بالرسائل السورية الداعية الى تجديد المفاوضات للتوصل الى سلام. واضاف ان دمشق جادة في دعوتها لتجديد التفاوض وينبغي التجاوب معها"لكن من غير المعقول فرض شروط عليها سترفضها بكل تأكيد، مثل وقف علاقاتها بحزب الله وايران". من جانبه قال النائب اليميني يوفال شتاينتس ليكود ان استعراض مدير الاستخبارات العسكرية ترك لديه انطباعا بأن"سحباً سوداء تغطي اسرائيل ومنطقة الشرق الوسط كلها. حزب الله يتعزز في الشمال وقوة حركة حماس تتعاظم في الجنوب ومن الشرق يحدق التهديد الايراني". واتفق نواب من اليمين المتشدد مع شتاينتس في ادراج الدعوات السورية لاستئناف الاتصالات في اطار سعي سورية للخروج من عزلتها الدولية والتهرب من التحقيق الدولي في الاغتيالات في لبنان.