اعتبر المعلّق في الشؤون السياسية في اذاعة الجيش الاسرائيلي تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون امس ان استئناف المفاوضات مع سورية سيكلّف اسرائيل "تنازلاً" عن هضبة الجولان السورية المحتلة، تقود الى استنتاج واحد ووحيد يقول ان شارون ليس معنياً اطلاقاً بتجديد المفاوضات "لإدراكه انه لا يمكنه ان يفاوض على الانسحاب من الجولان ولقناعته ان اتفاق سلام مع سورية لن يتحقق في المدى المنظور". وتابع ان الاقوال التي ادلى بها مسؤول كبير في هيئة الاستخبارات العسكرية امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية امس والتي نفى فيها التقارير الواردة من مصادر مختلفة عن نية الرئيس السوري بشار الاسد اطلاق مفاوضات من دون شروط مسبقة، وانه لا يزال يصرّ على استئنافها من حيث توقفت، تدعم تصريحات شارون امام اللجنة ذاتها وهو الذي سبق واعلن رفضه القاطع للانسحاب الشامل من الجولان او استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في العام 2000. وكان شارون قال رداً على سؤال لأحد اعضاء اللجنة عن احتمالات استئناف المفاوضات مع سورية انه يفضل عدم الخوض في هذا الملف "فالمفاوضات مع سورية ليست باللقاءات الممتعة ومن شأنها ان تقود في النهاية الى انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان" مضيفاً انه لا ينبغي التخفيف من الضغوط الدولية التي تمارس على سورية للتجاوب مع مطلب استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة. ورأى النائب ايهود ياتوم ليكود في اقوال شارون تأكيداً لعدم رغبة شارون في الدخول في مفاوضات مع سورية "من منطلق عدم قبوله بالتنازل عن الجولان". من جهته رأى النائب دان كوهين ميرتس ان شارون يرفض السلام و"يخرق قواعد وضعها رئيسا الحكومة الاسرائيلية السابقان ديفيد بن غوريون ومناحيم بيغن تقضي بعدم رفض اسرائيل التفاوض مع اعدائها. ودعم وزير الدفاع شاؤول موفاز ضمنياً موقف شارون بقوله ان رغبة دمشق باستئناف المفاوضات هي نتيجة ضغوط اميركية وانه ينبغي على الرئيس السوري تلبية الشروط الاميركية والاسرائيلية وفي مقدمها "وقف دعمه الارهاب"، مضيفاً ان الولاياتالمتحدة عاقدة العزم على ادخال تغييرات جوهرية في الشرق الاوسط "ما سيؤدي الى تحسين الاوضاع لما فيه مصلحة شعوب المنطقة". من ناحيته كرر وزير الخارجية سلفان شالوم موقفه المشترط استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، مضيفاً انه في حال استئنافها فان قضية الارهاب ستكون اولى القضايا التي تطرح على بساط البحث. وقال انه في حال ادت المفاوضات الى اتفاق سلام، فإنه يؤيد طرحه على الاسرائيليين ليدلوا بآرائهم في استفتاء عام. وانتقد زعيم حزب "العمل" المعارض شمعون بيريز ما وصفه ب"احجام" شارون عن دعوة الرئيس السوري لزيارة اسرائيل، وقال ان حديثه عما ستؤول اليه المفاوضات انسحاب من الجولان يبغي الحيلولة دون الشروع فيها. وتابع انه يتوجب على اسرائيل ان تتفاوض مع سورية على اساس ان تؤدي المفاوضات الى وضع حد نهائي للنزاع العربي الاسرائيلي. وقال: "يحظر علينا ان نظهر كرافضين للسلام، ومن الجائز حقاً ان يكون الرئيس الاسد بدّل مواقفه في اعقاب التطورات الاخيرة في المنطقة"... وينوي بيريز ان يضمّن المشروع السياسي لحزب العمل مواقفه هذه في المؤتمر الذي يعقده اواخر الشهر الجاري.