سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجنرال مئير داغان أشرف على قمع المقاومة الفلسطينية في غزة عام 1970 تحت إمرة شارون . رئيس "موساد" يريد اكثر ما يمكن من الاغتيالات ويضع "حزب الله" و"القاعدة" على رأس المستهدفين
كرّست كبرى الصحف العبرية "يديعوت احرونوت" عدداً من صفحاتها لتناول ما وصفتها ب"الرياح الجديدة" التي تهبّ على جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد منذ تولي الجنرال المتقاعد مئير داغان رئاسته قبل نحو نصف عام، وتحديداً في مسألة تحديد أولويات عمل الجهاز. ويكتب معدّ التقرير الخبير الاستراتيجي دونن برغمان ان داغان، خلافاً لسلفه افرايم هليفي الذي رأى وجوب ان يتمحور عمل الجهاز في التحذير من الحرب "وليس قطع رأس هذا المسؤول الفلسطيني او غيره"، يكرس جل اهتمامه ويصدر اوامره لمرؤوسيه لمكافحة الارهاب الدولي و"الذي يشكل تهديداً على وجود اسرائيل" وان "حزب الله" وتنظيم "القاعدة" يقفان على رأس قائمة المستهدفين في هذا الحرب. ويضيف الكاتب ان اكثر ما يعني داغان، احد مخططي عملية اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير ابو جهاد في تونس قبل 15 عاماً هو تنفيذ اكثر ما يمكن من عمليات الاغتيال تحت غطاء "محاربة الإرهاب"، بينما لا تعنيه الابحاث التي تجريها شعبة الاستخبارات العسكرية حول نيات الرئيس السوري او حول فرص التوصل الى سلام حقيقي في الشرق الاوسط ويرى انه ينبغي استغلال هذه الابحاث من اجل طرح افكار لعمليات جديدة والاشارة الى سبل تنفيذها بالشكل الصحيح. ويرى داغان الذي اشرف عام 1970 على قمع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تنفيذاً لأوامر قائد المنطقة العسكرية في حينه ارييل شارون، ان العلاقة بين "حزب الله" و"القاعدة" خطيرة للغاية وان عملية التفجير في مومباسا، أواخر العام الماضي، تؤكد وجوب "معالجة الجهاد العالمي". وينقل مُعدّ التقرير عن داغان عدم ثقته بقدرات اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والاوروبية الغربية على "محاربة الارهاب" بعدما دهمتها عمليات 11 ايلول سبتمبر 2001 "وهي تسلح في سراويلها"، كما يبدو انها ليست قادرة على اقامة شبكة عالمية لمحاربة الارهاب "هذا فضلاً عن انشغالها الآن في العراق". وبرأي داغان ايضاً فإن استخبارات هذه البلدان لا تستطيع الاعتماد على هذه الاستخبارات "لتقوم بالمهمة بالنيابة عنها". لكن، في المقابل يدرك داغان ان اسرائيل لا يمكنها وحدها "فتح جبهة عالمية" وان اناطة "موساد" بهذه المهمة قد تكون ضرباً من الجنون وعليه ينبغي تركيز الحرب على "الارهاب الاسلامي والعالمي" في المناطق التي يمتلك "موساد" فيها تفوقاً نسبياً مثل الشرق الاوسط والعالم العربي حيث يمكنه زرع عملائه او حيث له "علاقات جيدة" منذ سنوات. ويعتقد داغان ان بمقدور "موساد" النشاط في اوساط "اهداف ركيكة" اي في اوساط مسلمين مناصرين لهذا التنظيم في دولٍ انظمتها هشّة مثل كينيا او مناطق تفتقد الى سلطة مركزية، مثل افغانستان "وهنا يمكن لموساد الاستفادة من خبرته الغنية في تجنيد عملاء على غرار ما حصل في لبنان والى حدٍ ما في السلطة الفلسطينية". ويطالب داغان مرؤوسيه بتحسين نُظم تبادل المعلومات الاستخباراتية مع اجهزة استخبارات عالمية في كل ما يتعلق بمحاربة الارهاب وان يتمتع عملاء "موساد" بحرية النشاط اذا اتيحت لهم امكان تنفيذ عمليات تصفية.