عمت إسبانيا تظاهرات أمس، نددت بتفجير مرآب مطار مدريد الذي أسفر عن تدميره جزئياً ومقتل مواطنين من الإكوادور كانا ينامان في سيارتيهما في الطبقتين الأرضية والثانية وجرح 19 آخرين بينهم اثنان من رجال الشرطة. وفي ظل الهجوم الذي وضع حداً لهدنة دائمة كانت منظمة"ايتا"الباسكية أعلنتها في 22 آذار مارس الماضي، أعطى رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو الأوامر ب"تعليق كل مبادرات الحوار و التفاوض مع المنظمة الإرهابية". وتوالت الإدانات من جانب الحكومة والسياسيين وجمعيات ضحايا الإرهاب وممثلي المجتمع المدني، ل"العمل الإرهابي الذي يمثل اللغة التي تعبر من خلالها منظمة ايتا عن مطالبها"قبل أن يصرح الناطق باسمها وأحد قادة الحوار مع الحكومة ارنالدو اوتيغي بأن"التفجير لا يقطع المسيرة السياسية لحل الأزمة، ملقياً مسؤولية الهجوم على"ثاباتيرو لأنه جمّد مسيرة السلام". وشارك رئيس بلدية مدريد البرتو رويث غاياردون من الحزب الشعبي إلى جانب مسؤول التنظيم في الحزب الاشتراكي في تظاهرة في العاصمة مدريد نظمها اتحاد البلديات في إسبانيا. كما تظاهرت جمعيات ضحايا الإرهاب التي عبرت عن رفضها التفاوض مع"ايتا"وطالبت رئيس الوزراء بعدم تعليق الحوار بل قطعه في شكل تام. وحمل المتظاهرون يافطات تنتقد رئيس الوزراء بسبب تركه باب الحوار مفتوحاً"مع"ايتا"على رغم ما تقوم به من أعمال عنف في بلاد الباسك وما قامت به في مطار مدريد. وطالبوا ثاباتيرو والقضاء ب"عدم التساهل مع القتلة و الاستسلام لهم وضرورة تطبيق القوانين لهزم ايتا". ولفتت الأنظار يافطة تسأل:"من كان وراء اعتداءات 11 آذار مارس؟"في إشارة إلى ظن البعض بدور لمنظمة"ايتا"في تفجيرات مدريد. وفي بلاد الباسك كان أمين عام الحزب الاشتراكي باتشي لوبيث، الذي يقود المفاوضات مع محيط"ايتا"على رأس تظاهرة. وأظهرت التحقيقات أن السيارة المفخخة سرقت في فرنسا قبل يومين من الاعتداء وخُطف سائقها ليتم إطلاق سراحه بعد تفجيرها وأنها كانت تحمل ما بين 500 و 800 كيلوغرام من المتفجرات، تسببت بسقوط نحو 40 ألف طن من الحطام غطى القتلى وعرقل عمل رجال الإنقاذ. وتعتقد وزارة الداخلية أن"ايتا"استعارت فكرة القنبلة المعروفة ب"غروزني"والتي يتم فيها، تثبيت وعاء يحمل المتفجرات في داخل السيارة ثم توضع فوقه علبة تحمل ساعة التوقيت ما يجعل التفجير أفقياً"ويحدث نسبة كبيرة من الأضرار. وبعدما نسفت"ايتا"جسور الحوار التي كان ثاباتيرو يبني آماله عليها ما دفع رئيس الحزب القومي الحاكم في بلاد الباسك إلى القول إن جزءاً من الأمل بالسلام دفن في حطام مرآب المطار، لم يعد أمام الحكومة سوى بدء حوار جدي مع بقية القوى الديموقراطية لإيجاد حل توافقي لمعضلة الباسك. الحل الآخر هو الكفاح من اجل هزم"ايتا"من طريق قطع طرق تمويلها كما فعلت الحكومة السابقة لليمين والتي كادت تحقق هدفها لولا خسارتها الانتخابات.