فجرت منظمة "ايتا" الباسكية الانفصالية أمس، سيارة مفخخة في مرآب الجناح الرابع لمطار مدريد، غداة "الخطاب التفاؤلي" الذي ألقاه رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو نوه فيه بإعلان المنظمة الباسكية"هدنة دائمة"مع حكومته في آذار مارس الماضي، مؤكداً ان إسبانيا ستكون افضل السنة المقبلة،"خصوصاً على صعيد التقدم في اتجاه نشر السلام فيها". وأسفر الانفجار عن جرح نحو عشرين شخصاً، بينهم اثنان من رجال الشرطة، وتدمير طابقين من خمسة في مبنى المرآب. وأجلت سلطات المطار آلاف الركاب من قاعة الوصول، فيما علقت الرحلات الجوية موقتاً. ودان وزير الداخلية الفريدو بيريث روبالكابا الاعتداء، معتبراً انه يضع حداً لوقف النار الذي اعلنته"ايتا"قبل تسعة شهور. وقال:"لا يتناسب العنف مع الحوار والتفاوض في الانظمة الديموقراطية"، مشيراً الى ان"المنظمة الارهابية"لم تعلن مسبقاً عن خرق الهدنة او قطعها"كما فعلت دائماً في السابق، ما يعني تغيراً في اسلوب تنفيذ العمليات". وأشار روبالكابا الى ان كاميرات مبنى المرآب زودت أجهزة الأمن معلومات سريعة ودقيقة عن الفاعلين،"لكن يصعب اجراء تحليل عقلاني لهذا الاعتداء"، علماً ان الناطق باسم"ايتا"كرر القول الدائم السابق للمنظمة الانفصالية أن الحكومة مخطئة في حق المواطنين الباسك، وان الحزب القومي الباسكي الذي يحكم الإقليم"يعض على جرحه"خوفاً على السلام وإنهاء الدور الذي يضطلع به في تحقيقه. وأكد ماريانو راخوي رئيس الحزب الشعبي المعارض، الذي اتصل به ثاباتيرو من جنوباسبانيا حيث قطع اجازته فور تبلغه نبأ الانفجار، مساندته الجهود التي تبذلها الحكومة لهزم"ايتا"، مطالباً ثاباتيرو بالافصاح عن خطواته التالية"لأنني اعارض استمرار الاتصالات مع افراد المنظمة الباسكية ومحيطها ودفع اي ثمن سياسي للارهابيين". ودانت الأحزاب القومية في كاتالونيا التفجير، مشددة على ضرورة اتحاد القوى الديموقراطية والعمل بثبات وعزم من اجل تحقيق السلام وهزيمة الإرهابيين. ورأى محللون ان ثاباتيرو يواجه وضعاً صعباً حالياً، خصوصاً ان بعض اعضاء حزبه الاشتراكي ايدوا الحزب الشعبي وبعض القوميين الكاتالونيين والباسك في معارضة بدء المفاوضات مع"ايتا"قبل نزع سلاحها وادانتها اعمال العنف ومنحها"ثمناً سياسياً"في مقابل وقف القتل. وغطت حكومة ثاباتيرو منذ وصولها الى السلطة، منتصف العام 2004 والقضاء، بعض الاشتراكيين الذين تفاوضوا مع"ايتا"، ما خالف القوانين الاسبانية التي تمنع المواطنين من لقاء اعضاء الذراع السياسية في"ايتا"المدرجة على لائحة الإرهاب الأوروبية.