خطت مدريد خطوة اولى في مسيرة السلام مع"ايتا"الباسكية التي قررت الحكومة الاشتراكية الاسبانية السير بها، باجتماع امس، بين الأمين العام للحزب الاشتراكي الباسكي باتشي لوبيث مع زعيم حزب"هيرري باتاسونا"المنحل ارنالدو اوتيغي. وهذا اول لقاء علني بين المسؤول الاشتراكي وزعيم الحزب المنحل بقرار قضائي لتأييده"ايتا"، وذلك للتأكيد ان رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو عازم على اتباع كل الخطوات التي اقرها بدءاً"من اجراء الاتصال الأول بهدف مطالبة"هيرري باتاسونا"بالالتحاق بالاحزاب الديموقراطية لاعادة ترخيصه. وكان الاجتماع قصيراً اذ دام اقل من تسعين دقيقة، خرج بعدها اوتيغي وقال للصحافيين ان حزبه"يرغب في التوصل الى اتفاق مع كل الاطراف والا يشعر اي طرف بالهزيمة". وأوضح ان الهدف هو"مشاركة الجميع في بناء البلد"، مشيراً الى ان هذا اللقاء هو"ثمرة لقاءات شخصية بين عدد من اعضاء حزبنا المحظور ومسؤولين في الحزب الاشتراكي الباسكي، وليس في الحكومة". وأضاف ان"الصورة اليوم مهمة جداً"، خصوصاً أنها الاولى من نوعها منذ نحو 25 سنة، فالحسابات الديموقراطية لا يمكن فرضها، انها نصر للجميع، نصر لبلاد الباسك وليست هزيمة لأحد". اما المسؤول الاشتراكي فأكد للصحافيين انه"لن يجتمع مرة اخرى بأعضاء الحزب المحظور قبل ان يصبح شرعياً"في اشارة الى اقتراب هذه الخطوة. ونوه ب"اهمية هذا الحزب اليساري في بناء البلد، بموافقة الجميع الذين سيكون لكل منهم مساحته في مؤسساته، لكن عليه ان يباشر بخطوات ديموقراطية تقود الى تشريعه". كما طالب بابتعاد ناشطيه عن العنف. وأوضح ان"باتاسونا"اراد ان يضع على طاولة المفاوضات عروضاً سياسية،"لكن لكل قضية وقتها". وعلق رئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي الذي يعارض بدء الاتصالات مع الحزب المحظور قبل ان تعلن"ايتا"نبذها الارهاب وإلقاء سلاحها، فقال ان"ثاباتيرو لا يمثل الدولة ولا المجتمع الاسباني في المفاوضات السياسية مع"ايتا"، لذا لا علاقة للحزب الشعبي بتعهداته". وكان قاضي المحكمة الوطنية بالتاسار غارثون سمح، بناء على طلب المدعي العام، بهذا اللقاء لأن المبادرة جاءت من الحزب الاشتراكي الباسكي وليس من الحزب المحظور. وتجمع عدد من أمهات ضحايا منظمة"ايتا"امام الفندق للتعبير عن رفضهم بدء الاتصالات.