أعلن التحالف الدولي الذي تقوده القوات الأميركية في أفغانستان أنه اعتقل أربعة أشخاص للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم"القاعدة"في بلدة سل قلعة ضمن ولاية خوست شرق. ولم يحدد الكولونيل توماس كولينز، الناطق باسم القوات الأميركية، أسماء أو جنسيات المشتبه بهم. وأشار إلى أن العملية نفذت بنجاح إثر تلقي معلومات استخباراتية عن نشاطات لمقاتلي"القاعدة"في المنطقة، وتحضيرهم لاستهداف القوات الأميركية والأفغانية الموالية لها، علماً أن حركة"طالبان"وحلفاءهم من"القاعدة"ينشطون في الولاياتالشرقيةوالجنوبيةلأفغانستان، حيث يتمتعون بتأييد من السكان المحليين. وأعلن كولينز ضبط بندقيتين من طراز"اي كي - 47"وحقيبة احتوت مستندات خاصة بالإرهابيين في العملية. وكانت القوات الأميركية أعلنت قبل نحو أسبوعين مقتل أفغانيين من"القاعدة"بينهم إمام مسجد في خوست، لكن تبين لاحقاً عدم علاقتهم ب"القاعدة"، وأنهم اعتقلوا وعذبوا على يد القوات الأمريكية قبل قتلهم بالرصاص بسبب انتقادهم القوات الأميركية في خطب ألقوها. تزامن ذلك مع إعلان مقتل 18 من"طالبان"في أنحاء البلاد. وأشار يوسف ستانيزاي الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية إلى أن 14 منهم قتلوا في مواجهات عنيفة اندلعت مع القوات الأميركية والأفغانية المشتركة في منطقة كرم سير ضمن ولاية هلمند جنوب التي سيطر عليها مقاتلو الحركة قبل أسبوعين. لكن الناطق باسم"طالبان"نفى ذلك، وقال إن الحركة قتلت 12 من القوات الأفغانية والأجنبية في الولاية، وأربعة من الجيش الأفغاني في ولاية كونار شرق والمحاذية للحدود مع باكستان . وأشارت بيانات وزارة الداخلية الأفغانية إلى مقتل اثنين من"طالبان"في ولاية كابيسا شمال شرقي التي لم تشهد نشاطات سابقة لمقاتلي الحركة، علماً أن غالبية سكانها من الطاجيك الذين يشكلون العمود الفقري لتحالف الشمال الذي يدعم حكومة الرئيس حميد كارزاي ضد"طالبان". جاء ذلك قبل يومين من تسلم القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو القيادة الرسمية للقوات الدولية في جنوبأفغانستان من القوات الأميركية . وتتولى"إيساف"التي تضم 18 ألف عسكري قيادة العمليات في ست ولايات جنوبأفغانستان. وتنتشر القوات البريطانية في ولاية هلمند التي تشهد أعمال العنف الأكثر سخونة بين الولاياتالجنوبية، وتتوزع القوات الكندية في ولاية قندهار المعقل السابق لحكومة"طالبان"وقواتها، فيما تتسلم القوات الهولندية زمام العمليات في ولاية أوروزجان مسقط الملا محمد عمر الزعيم الروحي للحركة. وتشكل هذه المهمة إحدى المهمات الأكثر طموحاً للحلف والأولى خارج منطقة نفوذ الحلف الطبيعية. وقال مارك لايتي، الناطق المدني باسم الحلف في أفغانستان:"إنها المهمة الأكثر صعوبة التي يتولاها الحلف منذ الحرب الباردة"، علماً أن"إيساف"أشرفت سابقاً على غرب أفغانستان وشمالها، إضافة إلى العاصمة كابول، وهي مناطق اعتبرت الأقل تعرضاً لأعمال العنف والاضطرابات. وصرح القائد العام لقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال البريطاني ديفيد ريتشاردز بأن جزءاً كبيراً من أعمال العنف في جنوبأفغانستان مرتبط بزراعة الأفيون وتهريب المخدرات. وقال ريتشاردز في مؤتمر صحافي:"هناك ترابط لا يمكن فك خيوطه بين الأفيون والخشخاش والعنف الذي نشهده مثلاً في ولاية هلمند"، علماً أن أفغانستان هي المنتج الأول في العالم للأفيون الذي يستخرج منه المورفين والهيروين. وزاد:"تجارة الافيون مهددة مع انتشار الحلف نحو الجنوب وهم المهربون سيقاتلون". وأضاف في إشارة إلى حركة طالبان"أن جزءاً كبيراً مما نشهده لا علاقة له بالالتزام العقائدي، لكننا لن نحارب المزارعين مباشرة والذين نعتبرهم ضحايا أكثر من مجرمين. ونحن نراهن على التنمية التي يركز عليها الحلف لإقناع المزارعين بتغيير زراعاتهم. ويعتمد الحلف استراتيجية من ثلاثة جوانب تشمل إلى مطاردة"الإرهابيين"التي نفذها التحالف الدولي، تنمية الاقتصاد وزيادة نفوذ السلطات الأفغانية.