تصدر"حزب الله"بطولة ميادين الجهاد العالمية، وسلب"القاعدة"الأضواء في الحرب التي خاضها ضد اسرئيل. وقد تعزز شعبية"حزب الله"الشيعي الجديدة علاقته بپ"القاعدة"المتشددة، بعد أن خسرت هذه بعض قاعدتها الشعبية واستهدافها المساجد الشيعية بالعراق. وبحسب مسؤول في الاستخبارات الايرانية، لم تتعد الاتصالات بين"القاعدة"وپ"حزب الله"في السابق، نطاق الاتصالات الفردية. ولم تتواصل المنظمتان رسمياً، ولم تتبادلا الموفدين. ولا ريب في أن أعضاء التنظيمين نفذا عمليات مشتركة. وتوافق مصادر أمنية باكستانية، تعمل داخل شبكة استخبارات دولية تراقب أسواق السلاح الاقليمية، مسؤول الاستخبارات الايرانية. والمصالح المشتركة بين"حزب الله"و"القاعدة"كثيرة. وهي متينة الى حد تجاوز استهداف ابو مصعب الزرقاوي شيعة العراق. فسوق السلاح بآسيا الوسطى ضخمة. والعراق وكردستان هما ممر تهريب السلاح الى أفغانستان وسورية ولبنان. وپ"حزب الله" وپ"القاعدة"من زبائن نفس التجار. وتتوسل المنظمتان قنوات تحويل مالية واحدة. فالمحققون الماليون الدوليون راقبوا أموالاً مرسلة الى"القاعدة"، واكتشفوا أنها تمر عبر تجار الألماس بجنوب أفريقيا. ومعظم التجار هؤلاء يتحدرون من النبطية بجنوبلبنان، وهم مهاجرون شيعة تربطهم علاقة وثيقة بپ"حزب الله". وتناول زعيم"القاعدة"، اسامة بن لادن، جنوبلبنان في منتصف التسعينات، تذرع به الى التحريض على اسرائيل والغرب. ويقول مقاتل من"حزب الله"بالبقاع إنه وزملاءه فوجئوا بصمت اسامة بن لادن عن قتل عناصر"طالبان"شيعة من الهزارة الأفغانيين، وبإعلان أبو مصعب الزرقاوي الحرب على الشيعة. ولطالما رغبت"القاعدة"في التعاون مع منظمات على غرار"حزب الله". ولكن"القاعدة"أخفقت في توسيع دائرة علاقاتها الدولية، بعدما خسرت ملاذها الآمن بأفغانستان في 2001، واضطر قادتها، ومنهم بن لادن ونائبه أيمن الظواهري، الى الاختباء. فعزل الرجلان عن بقية العالم وعن التنظيم نفسه. وأعقبت اطاحةَ نظام"طالبان"عملياتٌ باكستانية عسكرية لاجتثاث"القاعدة"من المناطق القبلية بجنوب وزيرستان وشماله، بين 2003 و2005. وهذا عزز دالة الفصائل التكفيرية على"القاعدة". وتوسلت هذه الفصائل الفراغ الايديولوجي والقيادي الى بلوغ مآربها. فتلقف الشيخ عيسى، المصري والتكفيري، و مصطفى الست مريم، السوري، الفرصة. وبثا دعاويهما التكفيرية ضد الشيعة. ووجد الاثنان في الزرقاوي صديقاً، وهو لم يكن يوماً من قيادات"القاعدة". فأمسك الزرقاوي زمام الأمور بالعراق، وشن حرباً أهلية على الشيعة. وبعدما هدأت جبهة القتال بوزيرستان، واستعاد بن لادن والظواهري العلاقة برجالهما، وسيطرا على الزرقاوي من جديد، وسعيا في التنسيق بين السنّة على محاربة الاميركيين. واعتبر بن لادن مقتل الزرقاوي، على يد الاميركيين، هدية له. سيد سليم شاهزاد مدير مكتب الصحيفة بباكستان "إيجيا تايمز أونلاين" الهونغكونغية، 25\8\2006