مع انتخاب الحزب الديموقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان شينزو آبي رئيساً جديداً له، يترك جونيشيرو كويزومي منصبه قريباً، ويترك لخليفته ميراثاً سلبياً في العلاقات اليابانية بجيرانها الآسيويين. وفي أثناء ولايته، طوال خمس سنوات، انتهج كويزومي، في سياسته الخارجية،"التبعية للسياسية الخارجية للولايات المتحدة"، وأهمل جيرانه الآسيويين، واصر على زيارة ضريح ياسوكوني المرتبط بالحرب، وجر بلاده الى عزلة آسيوية تنافي مصالحها. وتدعو الحكمة قادة اليابان الجدد الى التخلص من الارث السلبي الذي خلفه كويزومي، واصلاح علاقات اليابان بجيرانها الآسيويين، واخراج البلاد من خبطها الديبلوماسي. وهذا يخدم مصالح اليابان القومية. وفي اثناء ولايته اتبع كويزومي سياسة الولاياتالمتحدة، وبذل وسعه في سبيل تعزيز التحالف بين البلدين، والارتقاء به الى"تحالف شامل"يؤثر بقوة في الشؤون الدولية. وقدم الروابط الثنائية هذه على غيرها، وأخرج الدول الآسيوية من حساباته. وتوسل بالتقارب هذا الى نسج علاقات ودية بالصين وكوريا الجنوبية. ولم يترجم حرصه على تنمية العلاقات بالصين وكوريا الجنوبية. وكرر كويزومي زياراته الى ضريح ياسوكوني، السيئ السمعة، طوال ست سنوات متوالية، متجاهلاً انتقادات الدول الآسيوية التي عانت من النزعة العسكرية اليابانية في الحرب العالمية الثانية. فأدت زياراته الى الضريح الى تعليق اجتماعة القمة اليابانية - الكورية الجنوبية، وتردي العلاقات الصينية - اليابانية. وأبرز استطلاع رأي نشرته وزارة الخارجية اليابانية، في آذار مارس أن 77.9 في المئة ممن شملهم الاستطلاع رأوا ضرورة اصلاح العلاقات التي اضيرت بالصين، ومعظم المواطنين يعارضون قيام رئيس الوزراء اللاحق بزيارة الضريح، ويأملون في قيام القائد الجديد بمهمة اصلاح العلاقات بالصين وكوريا الجنوبية. وتميل غالبية دوائر الاعمال اليابانية الى حل مسألة زيارة الضريح بأسرع وقت ممكن، والمساعدة في خلق مناخ ملائم للتجارة والاعمال بين اليابانوالصين. والحق أن الاقتصادين اليابانيوالصيني تشدهما مصالح متبادلة ومتكاملة. ويسهم النمو السريع للاقتصاد الصيني في الانتعاش الاقتصادي المطرد لليابان. وفي مناخ من العلاقات السياسية الودية، تصب الروابط الاقتصادية بين الصينواليابان في مصلحة البلدين. والولاياتالمتحدة نفسها أبدت قلقها من علاقات اليابان بجيرانها الآسيويين. وهذا يلحق الضرر بمصالح الولاياتالمتحدة. وتحسن العلاقات الصينية - اليابانية يؤدي، من غير شك، الى السلام والاستقرار في آسيا. عن "شينخوا" الصينية ، 2006/09/21