دافع الكاتب العام لأمانة الأمن العام الليبية وزارة عمران السوداني عن جهود ليبيا في مجال معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. واتهم الغرب باستغلال هذه الظاهرة لإحداث اضطرابات سكانية في القارة تعرقل انطلاقها نحو الوحدة والتنمية. واعتبر السوداني في ورقة قدمها امام ندوة عن ظاهرة"الهجرة غير الشرعية - اسبابها وتداعياتها"، نظمتها جمعية الوفاء الخيرية الأهلية الليبية، ان ظاهرة الهجرة غير الشرعية الى ليبيا"أخذت في السنوات العشر الاخيرة طابعاً خطيراً يظهر مؤشرات لعمل مخابراتي يستهدف إحداث خلل في البنية السكانية في البلاد، خصوصاً في الجزء الجنوبي منها الذي يتعرض لموجات هجرة كبيرة من مختلف بلدان القارة الافريقية". وأوضح المسؤول الليبي أن ليبيا التي"تعاملت في بداية الأمر بكل براءة مع الظاهرة واستقبلت المهاجرين من باب التعاطف الانساني مع مأساتهم، وجدت نفسها في أزمة حقيقية، اذ تعاني على المستوى الداخلي من تبعات اجتماعية واقتصادية وصحية وأمنية سلوكية نتيجة هذه الهجرات، فيما يوجه لها بعض الأطراف اللوم في شأن اتخاذ شواطئها معبراً للهجرة نحو اوروبا". وأكد السوداني أن ليبيا"بذلت جهوداً مضنية وما زالت لمعالجة هذه الازمة، وهي تتفوق على الدول الاوروبية في معالجة هذه الازمة لجهة اسلوب التعامل مع المهاجرين الذين يتلقون كل الخدمات والتسهيلات في ليبيا لاعادتهم الى بلدانهم". وأوضح ان السلطات الليبية"تبذل جهوداً غير مسبوقة في التصدي لسيل الهجرة. وتنفق أموالاً طائلة لتأمين الرحلات الجوية والبرية لإعادة المهاجرين الى بلدانهم، فضلاً عما تقدمه لهم خلال اقامتهم في مراكز الايواء، اذ تبلغ قيمة الانفاق على كل شخص 15 ديناراً في اليوم. كما تواجه مشاكل مع دول الجوار في تسهيل اعادة المهاجرين الى بلدانهم". ونبّه المسؤول الليبي الى"حجم الكارثة التي تجرها ظاهرة الهجرة، على الدول المستهدفة بالهجرة والدول المصدرة لها وعلى المهاجرين أنفسهم". وأوضح أن ليبيا التي تؤوي ما يزيد على مليون ونصف مليون مهاجر"تعاني من مشاكل كبيرة نتيجة موجات الهجرة تتعلق بسوق العمل وانتشار الجريمة وتطورها وانتشار الامراض ومشاكل امنية وسياسية يجلبها المهاجرون معهم". وعن آثار الهجرة على المهاجرين، أشار السوداني الى أن المهاجرين"يواجهون الموت منذ انطلاقهم من بلدانهم سواء بسبب العطش في الصحارى القاحلة او الغرق في البحر خلال توجههم الى اوروبا". وأعلن أن البحر"يقذف الى السواحل الليبية يومياً بمعدل اكثر من 20 جثة لمهاجرين فشلوا في الوصول الى وجهتهم". وأوضح أن الاجهزة الامنية"تضبط يومياً ما يزيد على 100 مهاجر غير شرعي، يُجمعون في مراكز الايواء ليعادوا الى بلدانهم"، لافتاً الى أن الأجهزة الأمنية المختصة"تمكنت من ضبط 1258 متسللاً من جنسيات مختلفة كانوا في حال شروع في الهجرة غير الشرعية، إنطلاقاً من الأراضي الليبية في اتجاه أوروبا بين الاول من ايلول سبتمبر الجاري و11 منه. كما رحّلت في المدة نفسها 1716 متسللاً من جنسيات مختلفة". وناقشت ندوة"الهجرة غير الشرعية"الاسباب والتداعيات والقانون الدولي. وأجمع المشاركون في أوراقهم على أن"أي تأخير في معالجة هذه الظاهرة يعني فقدان الآلاف أرواحهم او معيليهم". وأهابوا بالدول الجاذبة للهجرة ب"تحمل مسؤولياتها في وضع حلول جذرية لهذه الظاهرة وعدم الاكتفاء بلوم الدول المصدرة للهجرة".