قام وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بزيارة مفاجئة لأفغانستان في زيارة مفاجئة، هدفها توفير الدعم لحكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في مواجهة التصعيد الذي تمارسه حركة"طالبان". وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز في معرض الإجابة على سؤال عن الصعوبات التي تعترض الاستقرار الأفغاني أن"الوزير رامسفيلد في أفغانستان منذ صباح اليوم أمس الأحد". وأوضح أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس"كانت في أفغانستان منذ عشرة أيام ونحن نوفر لهذه الحكومة، حكومة الرئيس حميد كارزاي، كل ما تحتاج إليه من دعم". يأتي ذلك بعدما دعا الرئيس الأفغاني المجتمع الدولي أخيراً إلى دعم مشروعه المثير للجدل المتعلق بتشكيل قوة شرطة رديفة في الوقت الذي تزايدت فيه أعمال العنف التي يشنها عناصر"طالبان". جاء ذلك في وقت أعلنت قوات التحالف أن اثنين من جنودها قتلا وكذلك عشرة"متمردين"خلال معارك في ولاية قندهار جنوبأفغانستان. ولم يكشف التحالف في بيان له جنسية اول قتيل الذي سقط في منطقة بنغواي حيث"عثرت دورية للتحالف على جثث 10 متطرفين قتلوا في المعارك"، بحسب البيان. أما القتيل الثاني فهو جندي أسباني تابع لقوة المساعدة الأمنية الدولية إيساف بقيادة حلف شمال الاطلسي ناتو. وقال مسؤولون في كابول إن الجندي الاسباني قتل اول من أمس السبت بعدما استهدفت الحافلة التي كان يستقلها بقنبلة على جانب الطريق في إقليم فرح غرب أفغانستان. وأصيب أربعة آخرون بجروح في الهجوم. وفي مدريد، قال خوسيه أنطونيو ألونسو وزير الدفاع الاسباني إن الانفجار ربما حدث بسبب لغم يزن أربعة كيلوغرامات فجره متمردون من بعد. وأضاف أن التحقيقات مستمرة، مشيراً إلى أن الحادث لن يؤثر في الوجود الاسباني في أفغانستان. ويذكر أن الأقاليم الغربية في أفغانستان لم تتعرض لحركة التمرد التي تشنها حركة"طالبان"بذات الدرجة التي يتعرض لها جنوب وشرق البلاد. وقالت قوة المساعدة الأمنية الدولية إيساف في بيان لها في كابول إن خمسة من قوات"إيساف"أصيبوا عندما انفجرت متفجرات بدائية بالقرب من دوريتهم". وأضافت:"لقي أحد الجنود على الفور حتفه متأثراً بالجروح التي أصيب بها". ولم يحدد بيان قوات التحالف جنسية الجنود لكن وزارة الدفاع الاسبانية قالت إن الجندي القتيل يدعى خورخي أرنالدو إرنانديث ويحمل جنسية بيرو وهو من جنود المظلات. وورد أن بقية الجرحى إصاباتهم طفيفة. وأكد رئيس شرطة ولاية فرح أيضاً الحادث قائلاً إنه وقع بالقرب من منطقة باكوا على الحدود مع ولاية هلمند. إلى ذلك، اعترفت قوات التحالف بإصابة ثمانية من جنودها في المعارك المتواصلة في ولايتي زابول وهلمند جنوب وشرق أفغانستان. وقالت جولي روبريغ الناطقة باسم التحالف إن الجنود الثمانية تعرضوا لإصابات من جراء الاشتباكات المتواصلة والمقاومة العنيفة التي تبديها قوات"طالبان"في تلك المناطق. وأفادت مصادر أفغانية في مدينة قندهار اتصلت بها"الحياة"هاتفياً بأن خمسة من الجرحى أصيبوا في زابول فيما أصيب الثلاثة الآخرون في ولاية هلمند، إضافة إلى إصابة جندي أفغاني في هذه الاشتباكات. وكان وزير الدفاع البريطاني ديس براون ذكر بأهمية الدور الذي تلعبه القوات البريطانية في الجنوب الأفغاني مشدداً على أن المهمة التي تقوم بها صعبة للغاية وأن مقاتلي"طالبان"يبدون مقاومة لم تكن متوقعة. واعترف الوزير بأن نشر القوات البريطانية في الجنوب الأفغاني زاد من قوة"طالبان"وتأييد الشعب لها وعزز من مكانتها في المنطقة التي تعد معقلاً مهماً للحركة منذ نشأتها. انتشار "طالبان" وأشارت مصادر التحالف إلى أن قوات"طالبان"انتشرت في منطقة يصل عرضها الى نحو 35 كيلومتراً في ولاية هلمند وأن قوات التحالف تحاول جاهدة إخراجها منها. المصادر التي اتصلت بها"الحياة"في مدينة قندهار، أفادت بأن مواطنين أفغاناً وشهوداً رأوا انتشاراً مكثفاً للقوات الأميركية حيث تشارك أكثر من ثمانين دبابة وآلية أميركية في حصار منطقة باشمول جنوب غربي قندهار، وأن هذه القوات لجأت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة ومنعت السكان المحليين والصحافيين من الاقتراب. وأضافت هذه المصادر نقلاًً عن ناطق باسم"طالبان"في المنطقة قوله إن قوات الحركة تمكنت من تدمير ثلاث آليات عسكرية لقوات التحالف وأن جثث سبعة من الجنود الدوليين شوهدت في أرض المعركة. وكانت المعارك في مديرية سنغين في ولاية هلمند تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي أمس، وأكدت مصادر أفغانية في قندهار أن القوات الأميركية أفشلت محاولة للاتفاق كانت ترعاها القبائل ووجوه العشائر في جنوبأفغانستان لتعيين والٍ ونائب للوالي في ولاية هلمند بعد فرار واليها المعيّن من الحكومة ولجوء"طالبان"إلى تعيين والٍ ونائب له من الحركة، وهو ما رفضته الحكومة. وقالت المصادر نفسها إن زعماء القبائل في المنطقة اتفقوا على تعيين شخص آخر في منصب الوالي ونائب له تقبل بهما"طالبان"ويتم تعيينهما من قبل الحكومة الأفغانية، إلا أنه وحين التقى مندوبون عن الحكومة والحركة بوفد من زعماء القبائل والعشائر، دهمت القوات الأميركية مكان الاجتماع وطردت مندوبي الحكومة منه وأعلنت سيطرتها على مقر الحاكم في الولاية، فيما بقيت أنحاء الولاية ومركزها تحت سيطرة قوات"طالبان"التي تحاول محاصرة القوات الأميركية في البلدة. باكستان: مقتل 23 قبلياً في باكستان، أكدت قوات الأمن أنها قامت مدعومة بمروحيات قتالية بقتل 23 متمرداً قبلياً وتدمير معقلهم في إقليم بالوشستان جنوب غربي. وقال مسؤول في قوات الأمن إنها"دمرت سبعة مخيمات للفارين في عملية أطلقت السبت في منطقة بهامبور وسانكسيلا وغوري وسورانغ". واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن 15 متمرداً جرحواً وأربعين استسلموا فيما لم تسجل إصابات بين قوات الأمن. وكان 25 متمرداً تقريباً قتلوا الأربعاء في عملية مشابهة في جبال سانغسيلا في إقليم ديرا بوكتي المضطرب. ومنذ نحو سنتين كثفت مختلف الحركات القبلية الوطنية في بالوشستان المختلفة وهي الولاية الأوسع والأكثر فقراً من بين ولايات باكستان الأربع، عمليات التمرد للمطالبة باستقلال سياسي واقتصادي أكبر. وقتلت مئات الأشخاص جراء هذه الأعمال.