فجّر انتحاري نفسه في ولاية قندهار جنوبأفغانستان أمس، وسط مجموعة من الأطفال، ما أودى بحياة أربعة من جنود حلف شمال الأطلسي وجرح عدد كبير من الأطفال، بعضهم إصابته خطرة، في هجوم أعلنت حركة"طالبان"مسؤوليتها عنه. وأوقعت عملية انتحارية احد عشر قتيلاً وپ18 جريحاً في هيرات عاصمة غرب افغانستان. واستهدف الهجوم الذي وقع امام المسجد الكبير في المدينة مسؤولاً كبيراً في الشرطة. كذلك فُجرت سيارة مفخخة في كابول، ما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من الجرحى. وأكدت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان إيساف التي يقودها الحلف مقتل الجنود الأربعة في قندهار. وأعلن ناطق باسم"إيساف"أنه لم يتضح بعد عدد الجنود الذين أصيبوا جراء التفجير، ورفض في الوقت ذاته الإعلان عن جنسيات الضحايا. وتعتبر القوة الكندية أكبر قوة أجنبية متمركزة في قندهار. وقال الميجور كونتين إنيس، الناطق باسم"إيساف"في قندهار:"إن الجنود كانوا يوزّعون حلوى على الأطفال، عندما اقتحم الانتحاري المجموعة وهو يقود دراجة، وفجّر المتفجرات التي يلفّها حول جسمه. ولقي حتفه". ونقلت"وكالة الأنباء الإسلامية"الأفغانية ومقرها باكستان عن الناطق باسم حركة"طالبان"قاري محمد يوسف إعلانه مسؤولية الحركة عن الهجوم. وأكدت الوكالة أن الناطق ذكر في اتصال هاتفي أجراه معها، أن انتحارياً يدعى"قدرة الله"هاجم الدورية التابعة ل"إيساف"في منطقة باشمول مستقلاً دراجة. في الوقت ذاته، أوضح إنيس إن الهجوم وقع في مقاطعة زهاري 20 كيلومتراً غرب مدينة قندهار، وهي المنطقة التي أعلنت"إيساف"الأحد الماضي، أنها طهّرتها من فلول الحركة. وأدت العملية العسكرية التي يقوم بها الأطلسي ضد"طالبان"في مقاطعة زهاري ومقاطعة أخرى، إلى مقتل أكثر من 510 من مقاتلي"طالبان"فضلاً عن 21 على الأقل من قوات الحلف. وأدت العملية أيضاً إلى نزوح مئات السكان عن منازلهم. على صعيد آخر، نقلت"وكالة الأنباء الإسلامية"الأفغانية عن حركة"طالبان"أمس، أنها ستؤجل إعدام رهينة تركية، انتظاراً لقرار من شركة لإنشاء الطرق يعمل فيها الرهينة، وقف أعمالها في أفغانستان. وكان المهندس مصطفى عاصمي احتُجز رهينة وقتل زميل له في 28 آب أغسطس الماضي، في هجوم شنّته حركة"طالبان"على موقع بناء في إقليم هلمند جنوب البلاد. وأشار متحدث باسم الحركة إلى أن التهديد بإعدام المهندس لم ينفذ حتى بعد انتهاء الموعد النهائي، حيث طلبت شركة"كولينات"التركية بعض الوقت لإعلان وقف أعمالها في أفغانستان. وأضاف:"سننتظر، لكن إذا لم تلتزم الشركة بوعدها، سنقتل المهندس". من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع البولندي رادوسلاف سيكورسكي أمس، أن قوة بولندية قوامها ألف جندي ستتمركز في باغرام شمال العاصمة الأفغانية كابول اعتباراً من شباط فبراير المقبل. وكان سيكورسكي أعلن الخميس الماضي في واشنطن، أن بلاده - أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي ناتو والاتحاد الأوروبي - ستوسع مشاركتها ضمن قوات"إيساف"العاملة في أفغانستان، لتصل إلى ألف جندي العام المقبل، بدلاً من القوة الحالية على الأرض والبالغ قوامها 100 جندي. وفي حديث إلى الإذاعة البولندية أمس، قال سيكورسكي:"إن حكومة تحالف اليسار الديموقراطي الشيوعية السابقة أعلنت عن زيادة عدد القوات البولندية في أفغانستان منذ أكثر من عام". ويبلغ قوام"إيساف"في أفغانستان - التي يقودها حلف شمال الأطلسي بتفويض من الأممالمتحدة - 18 ألف جندي حالياً. إلى ذلك، أفادت تقارير بأن وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ أصدر أوامره بنقل دبابات من طراز"ماردر"، في وقت قريب إلى أفغانستان. وذكرت صحيفة"هانوفريشه ألغماينه تسايتونغ"الألمانية أمس، أن الوزير الألماني اتخذ قراره بسبب شكوى الضباط الألمان العاملين في أفغانستان من غياب التسليح المناسب، فيما رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع تأكيد تلك الأنباء أو نفيها. وأبرز التقرير قول وكيل وزارة الدفاع بيتر فيشرت:"إن الدبابات الهجومية من نوع"ماردر"ستعزز قدرات القوات الألمانية العاملة شمال أفغانستان، لتعقب المتمرّدين، ومن شأنها إبراز قوة الجنود الألمان".