كشف الرئيس المصري حسني مبارك عن اتصالات تقوم بها مصر لإنهاء مشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير وإطلاقه مقابل الإفراج عن العديد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية. ورغم ان مبارك لم يحدد عدد من يتوقع اطلاقهم، إلا أنه اشار الى أن الجانب الإسرائيلي أبدى استعداده للافراج عن عدد أكبر من المتوقع. وقال إن هذه الاتصالات والجهود مستمرة وأن ملامح الاتفاق الذى لم ينته بعد تؤكد الافراج عن الاسير الاسرائيلي مقابل الافراج عن دفعة أولى كبيرة من السيدات والاطفال، ثم يتم الافراج عن أسرى فلسطينيين على ثلاث دفعات. ونفى الرئيس مبارك ما تردد من أن الجندي الاسرائيلى الاسير كان قد نقل الى القاهرة في فترة من فترات التفاوض، مؤكدا أن مصر لا تدخر جهدا لدعم الاشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية إيمانا منها بأن حل الصراع العربي - الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية هو حجر الزاوية في إرساء السلام والامن في المنطقة. وقال مبارك إنه سيلتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن بعد زيارته الحالية للولايات المتحدة لبحث الخطوات المقبلة لوحدة الصف الفلسطينى والاستعداد لاستئناف عملية السلام. ولم يستبعد إمكان الالتقاء مع ابومازن وأولمرت، مشيرا إلى أن ذلك يتوقف على ماستنتهى إليه الازمة الحالية وحدوث انفراجة فى الموقف، مؤكدا ضرورة استمرار التشاور والتنسيق للخروج من الوضع الراهن والمضي قدما على طريق السلام. وأكد مبارك أنه يواصل مشاوراته واتصالاته بالقادة العرب وقادة الدول الأجنبية من أجل دفع عملية السلام فى الشرق الاوسط بعد حالة الجمود التي تعرضت لها خصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، محذرا في الوقت نفسه من استمرار الوضع الراهن في الشرق الأوسط من دون تحريك عملية السلام الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة تؤثر على المنطقة بأسرها. وقال الرئيس مبارك - فى تصريحات إلى رؤساء تحرير الصحف ووكالة أنباء الشرق الاوسط فى طريق العودة الليلة قبل الماضية من جدة - إنه بحث مع اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطورات القضية الفلسطينية ودفع الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام والوضع فى العراق ودارفور ولبنان والملف النووي الإيراني، مؤكدا تطابق وجهات النظر حول هذه الملفات. وحول العدوان الاسرائيلي على جنوبلبنان قال الرئيس مبارك إن"حزب الله"حين أسر الجنديين الاسرائيليين وأطلق صواريخه على شمال اسرائيل كان عليه أن يقدر الموقف جيدا ويدرك أبعاد هذا العمل ورد الفعل الاسرائيلي عليه، حيث قامت اسرائيل بضرب البنية التحتية وتدمير قرى بأكملها جنوبلبنان، ووقع العديد من الضحايا تحت الانقاض. واضاف الرئيس مبارك أن اسرائيل لم تقدر الموقف جيدا أيضا، وتصورت أنها ستقضي على المقاومة خلال فترة قصيرة إلا أن الموقف كان صعبا للغاية. واكد الرئيس مبارك مساندة مصر للبنان فى محنته ووقوفها الى جانب لبنان فى فرض سيادته على أرضه وإعادة إعمار مادمره العدوان الاسرائيلي، مشيرا إلى أنه أعطى تعليماته لوزير الكهرباء بسرعة اصلاح محطات الكهرباء التى دمرت فى الجنوباللبناني وسرعة إعادة التيار الكهربائى إلى مختلف المناطق في اقرب وقت. وحول ما يتردد بشأن الشرق الأوسط الكبير وميلاد شرق أوسط جديد قال الرئيس مبارك"إن مصر حريصة على هويتها العربية، ولا تقبل أي تدخل فى شؤونها الداخلية". وعن الوضع فى دارفور، قال مبارك:"إن موقفنا معروف وهو دعم الحكومة السودانية فى اتخاذ ماتراه مناسبا، وأزمة دارفور شأن داخلي وتقوم قوات الاتحاد الافريقي بدورها فى المنطقة ولا بد من موافقة حكومة السودان على دخول قوات أجنبية للمنطقة". وأكد مبارك أنه سيزور موسكو وبكين فى مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل فى إطار إتصالاته مع قادة دول العالم لبحث قضايا منطقة الشرق الاوسط والتنسيق فى إيجاد الحلول التى تدعم الأمن والاستقرار فى المنطقة، إضافة للعلاقات بين مصر وكل من روسيا والصين.