يشهد قطاع صناعة الجلود والأحذية العراقية تراجعاً حاداً، حيث تشير المعلومات إلى إغلاق اكثر من 400 معمل وورشة وانضمام حوالى 50 ألف عامل إلى طوابير العاطلين عن العمل، كما ان مستوى أداء القطاع تراجع إلى دون 2 في المئة عن مستواه السابق قبل الاحتلال الأميركي للعراق. ويلاحظ العاملون في هذه الصناعة، وجود عاملين مهمين ساهما في تراجع أداء القطاع، أولهما إغراق السوق المحلية بالمنتجات المستوردة، ومعظمها صيني المنشأ، وثانيهما الوضع الأمني المتردي، الذي أفضى إلى إغلاق معامل الدباغة. وقال تاجر الجلود عبد الرحمن محمد، ان توقف معامل الدباغة التي يتواجد قسم كبير منها في منطقتي النهروان وأبو غريب المعروفتين بسخونة الوضع فيها، اضطر الصناعيين والتجار إلى استيراد الجلود من الخارج، ما رفع كلفة تصنيعها، في ظل منافسة الصناعة الصينية، التي تعج بها السوق العراقية، وعدم وجود حماية للمنتج الوطني، مشيراً إلى ان السلع الصينية باتت مألوفة للمواطن العراقي، خصوصاً لناحيتي السعر والجودة. كذلك عمد تجار آخرون إلى تصدير الجلود العراقية إلى الخارج بسبب تقلص فرص العمل في معامل الدباغة العراقية. وقال بشير الدليمي، صاحب مصنع أحذية، انه اضطر إلى إغلاق مصنعه، بعد ان وجد نفسه في مأزق نتيجة عدم توافر الجلود العراقية، والمواد الأولية الأخرى، بسبب توقف معامل الدباغة وارتفاع أجور العاملين، إضافة إلى المنافسة القوية للمنتجات الصينية من أحذية وحقائب وملابس جلدية، ما أدى إلى تفاقم مشاكل القطاع.