وصف اختصاصيان السوق المحلي للجلود ب «المتناقض»، مستغربين من أن المملكة تصنف من أكبر الدول المصدرة لها في العالم، ومع ذلك تستورد 90 % من احتياجها من المصنوعات الجلدية. وأرجعا تأخر صناعة الجلود في المملكة إلى أسباب عدة، منها قلة المصانع، وافتقاد اليد العاملة المدربة، مشددين على أهمية فتح باب الاستثمار وتأهيل الطلاب من خلال تدريسهم صناعة دباغة الجلود في المعاهد والكليات. وأكد ل «عكاظ» نائب رئيس اللجنة الفرعية للدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة للتجارة والصناعة خالد عبد القادر الدقل أن 90 % من المصنوعات الجلدية المتوافرة في السوق السعودية مستوردة، بينما لا يتجاوز حجم الانتاج المحلي سواء كان من الأحذية أو الملبوسات أو المشغولات الجلدية سوى 10 % مما هو في السوق. وقال الدقل: على الرغم من أن المملكة تعتبر من أكبر دول العالم المصدرة للجلود وعلى مدى العام، إلا أن الصناعة فيها لا تواكب حجم المخزون من الجلود المستخلصة من الماعز والبقر والجمال، عازيا تراجع صناعة الجلود في المملكة إلى قلة المصانع الموجودة، إضافة إلى افتقاد اليد العاملة المدربة. وأضاف: هناك 20 مصنع دباغة فقط، وثلاثة مصانع للمنتجات الجلدية إضافة إلى وجود العديد من الورش والمعامل الصغيرة التي لا يمكن اعتبارها مصانع بمعنى الكلمة، مبينا أن هناك حركة تصدير للأحذية والملبوسات الجلدية إلى بعض دول مجلس التعاون الخليجي مثل عمان والكويت الامارات. وطالب بفتح الباب للمستثمر في دباغة الجلود للارتقاء بصناعتها في المملكة، إضافة إلى تأهيل الطلاب السعوديين عليها من خلال تدريسهم في المعاهد والكليات الصناعية، مشددا على أهمية توفير المواد الأولية لها. بدوره دعا عضو اللجنة الفرعية للدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة المستثمر جمال محمد عتيق أوغلو وزارة التجارة والصناعة إلى إعادة النظر في ترتيب أوضاع السوق وضبط الموازنة فيه، مشيرا إلى أن ما يحدث في القطاع حاليا لا يخدم المصنع والتاجر سواء كان سعوديا أو مستثمرا من الخارج. وقال: على الرغم من أن كميات الجلود التي تتوافر يوميا تتراوح بين 45 ألف طن و70 ألف طن، إلا أن ما يصل للمصانع قليل جدا، موضحا أن حركة التصدير والتهريب إلى الخارج لا تتيح للمصنع الحصول على الكمية اللازمة لعمله. وأفاد أن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي لا يتعامل مع الجلود بشكل ملائم، وخصوصا بعد أن بدأ بتحويلها إلى الكولوجين، لافتا إلى أن العمالة التي تجري عملية الذبح تتعامل مع الجلود بطريقة لا يمكن الاستفادة منها لاحقا، مؤكدا على ضرورة أن يعي القائمون على المشروع أن الجلود استثمار جيد في حال المحافظة عليها ومعرفة كيفية التعامل معها.