قرر الاجتماع الوزاري العادي لمنظمة البلدان المصدر للنفط"أوبك"والذي عقد امس في فيينا تمديد العمل بمستوى الانتاج الحالي، وهو اقل من 28 مليون برميل في اليوم. لكن الوزراء لم يشروا، في بيانهم الختامي، الى تجميد سقف انتاجي للمنظمة. ولاحظ البيان، في اشارة لافتة الى أوضاع السوق النفطية، ان زيادة العرض في السنوات الأخيرة استمرت في تجاوز النمو في الطلب على النفط. وتوقع ان تكون زيادة العرض النفطي من دول خارج"أوبك"في 2007 في أعلى مستواها منذ 1984، ملاحظا ان عوامل السوق تشير الى عدم توازن بين العرض والطلب. وقال الوزراء في بيانهم ان"الأسعار النفطية اعتدلت بشكل كبير في الاسابيع الأخيرة. ونظراً الى هذا التطور، ستستمر"أوبك"في سياستها الفاعلة والنشطة لدعم استقرار السوق، عبر اعادة التوازن بين العرض والطلب بمستويات اسعار مقبولة للمنتجين والمستهلكين، تساهم في استمرار النمو الاقتصادي العالمي، خصوصاً في الدول النامية". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان وزراء"أوبك"يراقبون بحذر تطور الاسعار النفطية، علماً أن اكثر من وزير أكد ان الخلاف الأميركي - الايراني سيبقي اسعار النفط على مستويات تراوح بين 60 و62 دولارا للبرميل. ولكن زيادة العرض النفطي بالنسبة للطلب وتوقع زيادة انتاج دول خارج"أوبك"، جعلا وزراء أوبك يترقبون بحذر المستقبل القريب في السوق النفطية. يذكر ان السعودية، وهي أكبر منتج في المنظمة خفضت انتاجها من 9.6 مليون برميل في اليوم في آذار مارس الى 9.2 مليون برميل في اليوم في آب اغسطس بسبب الانخفاض على الطلب، خصوصاً على النفوط الثقيلة. وعلى رغم زيادة العرض وارتفاع المخزون تبقى سلة نفوط"أوبك"بمستوى أكثر من 62 دولارا للبرميل، وهو مستوى مقبول بالنسبة للدول المنتجة. علما ان أسعار النفط حالياً تبلغ ثلاثة اضعاف مستواها في 2002. لذا قررت"اوبك"تجميد الوضع حتى المؤتمر الاستثنائي في 14 كانون الأول ديسمبر في أبوجا بنيجيريا. وأكدت العزم على المحافظة على إبقاء الاسعار بمستويات مقبولة، اذ ان الوزراء أعربوا عن"استعدادهم للتجاوب بسرعة لأي تطورات تهدد مصالحهم". كما جاء في بيان المنظمة، أي انهم مستعدون في أي وقت النظر في مستوى انتاجهم اذا اقتضى الأمر واذا انخفضت الأسعار. الى ذلك، انتخب المؤتمر الوزاري رئيساً جديداً للدورة السنوية المقبلة وزير النفط الاماراتي محمد الهاملي، وذلك منذ مطلع كانون الثاني يناير 2007. لكن قضية اختيار الأمين العام للمنظمة بقي من دون حل، رغم انها كانت موضع مناقشة خلال المؤتمر الوزاري. وهناك ثلاثة مرشحين: الكويتي عدنان شهاب الدين الذي يحظى بدعم دول الخليج والايراني محافظ ايران للمنظمة حسين قاظم بور اردبيلي والنيجيري القائم بأعمال الأمين العام محمد بركندو الذي قد يكون مرشح التسوية اذا وافقت ايران والكويت على سحب مرشحيها. الى ذلك، تعقد في العاصمة النمسوية اليوم ولمدة يومين الندوة الدولية الثالثة ل"اوبك"على مستوى وزاري وكبار رؤساء الشركات النفطية يرأسها في اليوم الأول وزير النفط القطري عبدالله العطية، ويتحدث خلالها وزير النفط السعودي علي النعيمي والجزائري شكيب خليل، ويحضر الندوة رئيس"ارامكو"عبدالله الجمعة وفريق كبير من الشركة السعودية التي تستضيف غداء العمل اليوم الثاني والأخير من الندوة الاربعاء.