ينعقد الاجتماع الوزاري الطارىء ل"اوبك" بعد غد الثلثاء في فيينا وسط دلائل قوية تشير الى ان المنظمة ستبقي على مستوى الانتاج النفطي نفسه، الذي اقر في الاجتماع الماضي، من دون تغيير حتى الاجتماع الدوري في ايلول سبتمبر بعدما استوعبت السوق توقف الصادرات العراقية التي يمكن ان تعود الى التدفق الى الاسواق الدولية قريباً. وكان خام القياس "برنت" اغلق في عقود آب اغسطس على مستوى متراجع بنحو ثلاثة دولارات عن بداية حزيران يونيو الماضي. وجرى تداول الخام في آخر العقود في بورصة النفط الدولية مساء الجمعة بسعر 26.08 دولار للبرميل في حين بلغ سعر البرميل في سوق نايمكس 26.10 دولار. وكرر وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري، ما نادى به وزراء النفط في السعودية والكويت وايران، من ان "لا ضرورة لزيادة انتاج اوبك" ما يعني توافقاً على عدم زيادة الانتاج حتى اشعار آخر. ويُتوقع ان لا يستغرق اجتماع "اوبك" سوى "جلسة يتيمة" يتم فيها الاستماع الى تقرير من الامانة العامة عن مستوى المخزون الاحتياط النفطي الدولي والاسعار وقد يصدر بعدها بيان يؤكد مجدداً التزام المنظمة الحفاظ على استقرار الاسواق. قال وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري انه لا يوجد أمام "أوبك" عندما تجتمع الثلثاء أي مبرر "لتغيير مستوى الانتاج". وأضاف في تبريره لعدم زيادة الانتاج: "ان مستويات الأسعار والمخزونات الدولية من النفط لا تسمح بذلك". وزاد: "ان أسعار النفط مستقرة حالياً عند مستويات مقبولة نوعاً ما بعدما شهدت انخفاضاً نسبياً الاسبوع الماضي الأمر الذي يبين أنه ليست هناك ضرورة لتعديل مستويات الانتاج الحالية". وأكد الناصري ان مستويات الأسعار والمخزونات الدولية تجعل من "غير المبرر" اجراء تغيير في مستوى الانتاج الحالي للمنظمة. وقلل من أهمية أي قرار يتخذه العراق في شأن استئناف صادراته النفطية أو تجميدها لفترة أخرى. مشيراً الى أن توقف الصادرات النفطية العراقية الشهر الماضي لم يؤثر في السوق. وقال: "ان الحالة العراقية موقتة وقد يعود العراق الى السوق في أي وقت". وأضاف: "في حالة عودة الانتاج العراقي الى السوق أو تجميد الصادرات فترة أخرى تنظر منظمة أوبك الى السوق من زاوية العرض والطلب ومستويات الأسعار وهي لا تبرر حالياً تغيير سقف الانتاج". وكانت "اوبك" جمدت انتاجها عندما اجتمعت في الخامس من حزيران يونيو الماضي وقررت عقد اجتماع طارئ في الثالث من الشهر الجاري للبحث في تأثير قرار العراق وقف صادراته النفطية. وأكد وزير النفط الاماراتي ان الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك سينعقد في أي لحظة في حالة حدوث تطورات تستدعي اتخاذ قرار للتعامل معها. وقال ان استخدام "آلية الأسعار" التي أقرتها أوبك وارد في حالة استدعى الأمر ذلك. وتنص الآلية على زيادة انتاج "أوبك" 500 ألف برميل يومياً في حالة ارتفاع الأسعار على الحد الأعلى البالغ 28 دولاراً للبرميل لمدة 20 يوم عمل متواصلة وخفضها بالكمية ذاتها في حال انخفاضها عن الحد الأدنى البالغ 22 دولاراً للبرميل لمدة 10 أيام عمل متواصلة. ونفى الوزير اجراء اتصالات بين الوزراء أسفرت عن "شبه اجماع" على عدم زيادة الانتاج في اجتماع فيينا. وعن امكان تحويل الاجتماع المقبل الى جلسة استشارية نتيجة وجود توافق شبه كامل بين الوزراء على عدم تغيير السقف الانتاجي قال الناصري: "ان المؤتمر يشكل فرصة لوضع خطط مستقبلية للمنظمة لمواجهة حدوث أية طوارئ في المستقبل خصوصاً اننا مقبلون على الربعين الثالث والرابع من العام، وينبغي درس تصورات معينة لما يمكن اتخاذه من قرارات في هذه الفترة".