ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي للبيع الآجل إلى 40 دولارا للبرميل لأول مرة منذ الفترة التالية للغزو العراقي للكويت عام 1990 بسبب القلق بشأن أمن المنشآت النفطية في الشرق الأوسط وقلة إمدادات البنزين الأميركي. وتشعر إدارة بوش بقلق من ارتفاع أسعار البنزين خلال عام الانتخابات وتدعو منظمة أوبك إلى خفض الأسعار من خلال زيادة الإنتاج. واتفقت أوبك خلال اجتماعها السابق على خفض حصص الإنتاج الرسمي ابتداء من أول أبريل مليون برميل يوميا. التوتر السياسي وأكد وزير النفط الإيراني بيجن زنغانه أن أسعار النفط المرتفعة ليست لها علاقة بسياسة أوبك وأنها نتجت عن التوتر السياسي في الشرق الأوسط ومشاكل التكرير في الولاياتالمتحدة. وقال زنغانه -في تصريحات نقلها الراديو الرسمي مجددا- إن هناك ما بين 3 إلى 3.5 مليون برميل من فائض المعروض اليومي في السوق مما يدعم الاحتياطيات. وأكد الوزير الإيراني أيضا وجهة نظره بأنه يفضل أن يكون سعر البترول عند 28 دولارا للبرميل قائلا إنه لا يرى حاجة لتغيير النطاق السعري لأوبك. السياسات الاستعمارية من جانبه أنحى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز باللائمة في ارتفاع أسعار النفط الخام لأعلى مستوى لها منذ 13 عاما على ما سماه السياسات الاستعمارية للرئيس الأميركي جورج بوش والحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق. وقال شافيز في كلمة عبر التلفزيون "أسعار النفط ارتفعت إلى نحو 40 دولارا للبرميل بسبب ما يحدث في العراق والشرق الأوسط، اللوم يقع على جورج بوش، ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في جزء كبير من العالم بسبب سياساته ". وتسهم مبيعات النفط بنحو نصف عائدات الحكومة الفنزويلية. ضغوط دولية وقال وزير النفط والغاز العماني محمد الرمحي ان عوامل عدة تقف وراء ارتفاع اسعار النفط اهمها الاوضاع السياسية في المنطقة واكد ان الاسعار الحالية لا علاقة لها بمعادلة العرض والطلب.ونقلت وكالة الانباء العمانية عن الرمحي قوله ان من بين تلك العوامل ايضا الوضع السياسي في منطقة الشرق الاوسط اضافة الى طلب النفط من دول شرق اسيا والصين. واكد ان ارتفاع الاسعار لا يخدم السوق النفطية لكنه اعرب عن اعتقاده بأن الاسعار في النصف الثاني من العام الحالي ستنخفض عن ال33 دولارا للبرميل وقال ان سعرالبرميل بين ال25 وال30 دولارا هو الافضل لكل الدول النفطية المنتجة والمستهلكة معا.كما اكد حرص "اوبك" على تحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال اسعار عادلة بين المنتجين والمستهلكين داخل نطاق الآلية الرسمية بين ال 22 وال 28 دولارا للبرميل. وذكر ان عمان لن تشارك في اجتماع منظمة "اوبك" الاستثنائي في بيروت مطلع يونيو المقبل داعيا المنظمة الدولية الى وضع استراتيجية الانتاج خلال النصف الثاني من العام لكي لا يؤثر على السوق النفطية، واوضح في هذا السياق ان دول "اوبك" قد ترفع سقف الانتاج خلال اجتماعها الاستثنائي في بيروت اذا وجدت ضرورة لذلك مؤكدا ان المنظمة تواجه ضغوطا دولية. توقع ببقاء الأسعار مرتفعة وتوقع مسؤول في وزارة النفط الايرانية بقاء اسعار النفط مرتفعة في الاشهر المقبلة وقال إن ايران لن تعارض زيادة الانتاج خلال الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ونقل عن حسين كاظم بور اردبيلي قوله "يبدو اننا لن نشهد تراجعا لاسعار النفط في الاشهر الثلاثة او الاربعة المقبلة. واذا قررت اوبك زيادة انتاجها فان ايران لن تعارض مثل هذا القرار". واردبيلى مستشار في وزارة النفط الايرانية وهو يؤكد ان "السوق لا تواجه حاليا مشكلة احتياطي. ان زيادة احتياطي الدول المستهلكة للنفط هي التي تشير الى ذلك". ولذلك فان اتخاذ قرار بزيادة الانتاج لن يعني في رأيه سوى الانصياع لمطالب الولاياتالمتحدة التي اشتكت من ارتفاع اسعار النفط الذي يعيق على حد قولها الاقتصاد العالمي.واضاف في هذا السياق "في حال قررت اوبك زيادة انتاجها بمليون برميل في اليوم فان مثل هذا القرار سيعتبر سياسيا للافلات من ضغوط الدعاية الاميركية". سياسية وليست اقتصادية كما أكد عبيد بن سيف الناصري وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي أن ارتفاع أسعار النفط الخام الحالية يرجع الى أسباب سياسية وليست اقتصادية وذلك بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة.وأعرب عن اعتقاده بأن الوقت لا يزال مبكرا للتكهن بما سيتمخض عنه اجتماع منظمة الاوبك في اوائل يونيو المقبل. مؤكدا أن المنظمة تعمل من أجل استقرار الاسواق وتوفير الامدادات النفطية للدول المستهلكة في حدود سقف الانتاج الذي اتفقت عليه الدول المنتجة من داخل المنظمة من قبل. وأكد الوزير في تصريحات على هامش ورشة العمل حول تأثير التغير المناخي على المناطق الساحلية بالدول النامية ان الشيء المطمئن في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام الحالية هو ان انتاج اوبك لا يزال في حدود السقف المتفق عليه وان الزيادات التي تشهدها الأسواق هي غير رسمية وتقدر بحوالي مليوني برميل يوميا . وقال: ربما تكون مساهمة من الدول المنتجة للحد من ارتفاع الأسعار؟! وقال انه يجب على اوبك ان تزيد الانتاج لتهدئة الأسعار.وأكد انه ربما يكون من الحكمة الآن اعادة النظر في النطاق السعري الذي حددته دول أوبك من قبل لسعر برميل النفط الخام خصوصا وأن بعض الدول كانت قد اقترحت في مناسبات سابقة تعديل هذا النطاق. يذكر أن النطاق السعري يتراوح ما بين 22 الى 28 دولاراً لبرميل النفط من انتاج دول أوبك.كما يذكر أن مزيج برنت الخام القياسي الأوروبي ارتفع أمس الأول الى اعلى مستوياته منذ 13 عاما ليسجل في عقود يونيو المقبل سعر 36.75 دولار للبرميل بينما ارتفعت أسعار الخام الأميركي الى 39.97 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية يوم الخميس الماضي. ارتفاع الاسعار يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي