تقرأ طالبة قسم التربية والتعليم في جامعة كارلستاد السويدية هلين موراليوس 19 سنة برنامج الفصل الدراسي الجديد وتضع علامات حمراً على الكتب المرتفعة الثمن التي يمكن شراؤها بأسعار ارخص من طلاب قدامى من خلال صفحات خاصة على شبكة الانترنت. هلين تسكن مع أسرتها المكونة من والدتها ووالدها وشقيقتها التوأم واربع سلاحف في مدينة شيل الصغيرة التي تبعد 02 كيلومتراً عن مدينة كارلستاد الجامعية. هي لا تريد العيش مع أهلها لأنها كما تقول تجاوزت سن الثامنة عشرة ولا"فتاة في عمري تريد العيش مع أهلها فأنا أريد ان اقف على قدمي وابني نفسي واكتشف الدنيا". ولكن العامل الاقتصادي له دور في حياتها وحياة الكثير من طلاب البلد. فهي قررت إلا تأخذ القرض المالي الذي تمنحه الدولة لطلاب الجامعات والذي يمكن الطالب من العيش عيشة كريمة وانما ستستخدم مبلغ الإعانة الدراسية الذي يحصل عليه جميع الطلاب وهو يقارب 053 دولاراً شهرياً. هلين تفكر بطريقة اقتصادية كمعظم الطلاب الجامعيين الجدد. هلين لن تنتقل من بيت أهلها الى مسكن خاص في حرم الجامعة خلال هذا الفصل من اجل توفير أجرة السكن ومصاريف معيشية أخرى. فهي كما تشرح ستجرب الحياة الجامعية قبل ان تأخذ الخطوة النهائية في الانتقال من بيت أهلها وتقول:"نحن 0052 طالب جديد في جامعة كارلستاد وهذا يعني ان هناك زحمة على مساكن الطلاب. اكتفيت بتسجيل اسمي بالدور في مكتب السكن للحصول على غرفة ومن المفترض ان يأتي دوري مطلع العام المقبل اي عند نهاية هذا الفصل الدراسي. خلال هذه الفترة سأقترب من الحياة الجامعية ببطء من خلال البقاء عند أهلي ورسم خطة للمصروف الجامعي". ستتنقل هلين خلال فصل الخريف بين سكن أهلها والجامعة بواسطة النقل العام. ووافق أهلها على ان تبقى عندهم من دون ان تشاركهم في أجرة السكن أو في مصاريف الطعام وتقو:"يطلب أهلي مني بين الحين والآخر ان أشارك في مصروف البيت بقدر المستطاع ولكن أعيش الآن كطالبة فقيرة لا املك سوى الإعانة الدراسية التي ستذهب على الأرجح لمصاريف الكتب واجرة الباص ووجبات الطعام في الجامعة". تشير هلين الى أنها وفرت مبلغاً صغيراً جمعته من عملها الصيفي وستستخدمه عندما تقرر الانتقال الى السكن الخاص بها. وتقول انها ليست كأكثرية الطلاب الذين ينتظرون الحياة الجامعية من اجل السهر واللهو"فأنا اعقل من غيري كما ان مصاريف الدراسة تقيدني ولن أتمكن من العيش بترف كالسهر مرتين في الاسبوع او المشاركة في رحلات خارجية". وكما كانت هلين تتوقع عندما أنهت دراستها الثانوية فالحياة الجامعية مختلفة تماماً عن حياة المدرسة. فهلين تشعر الآن بأنها دخلت حياة الشباب الناضج الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة للوصول الى الهدف المرجو وتقول:"في المرحلة الثانوية كان هناك معلم او معلمة يطلب منك ان تدرس هذا القسم من الكتاب او ذاك القسم، اما الآن فلا يطلب منك احد ذلك. هنا يشعر الانسان بأنه دخل في معترك الحياة بطريقة جدية اكثر. فهنا تكتشف ذاتك ولا تتعرض لضغط المجموعة لتشبه الجميع كما يحصل عادة في المرحلة الثانوية. تلتقي أشخاصاً من اعمار وخلفيات مختلفة تستفيد من خبراتهم ويتركون انطباعات قد تؤثر في قرارات حياتك". عندما بدأت هلين فصلها الدراسي لم تكن تعرف الكثير من الطلاب باستثناء صديقة طفولتها كارولين هنريكسون التي تدرس في الجامعة نفسها وهما يقضيان الكثير من الوقت معاً. ويواجه معظم الطلاب الجامعيين الجدد أزمات عاطفية عند الانتقال الى الحياة الجامعية. فمن السهل ان يعتقد الشريك بأن الجامعة ستخطف الحبيب او الحبيبة منه. كان هذا الأمر بالنسبة الى هلين من الأمور التي فكرت بها وناقشتها مع صديقها وتقول:"أبدى صديقي في بداية الأمر بعض الخوف خصوصاً انني لن أتمكن من لقائه كالسابق وانني سأعيش فترات طويلة مع طلاب قد يعجبون بي او اعجب بهم. ولكن هذا مستقبلي وهو مجبر على ان يتفهم". وترغب هلين في الانتقال من بيت أهلها الى سكن خاص بها فهي تجاوزت سن الثامنة عشرة وكما تقول:"لا يوجد شخص في عمري يرغب في البقاء عند اهله. اريد ان يكون لي بيت خاص اقفله وافتحه متى اشاء. اريد الانطلاق واكتشاف العالم والدنيا. ولكن سوف اصبر خلال هذا الفصل". هلين وجميع الطلاب الجدد في جامعة كارلستاد حصلوا مع انطلاق الفصل الدراسي من مديرة فرع الطلاب في الجامعة اميللي هندرسون على نصائح مهمة للبدء في الحياة الجامعية الجديدة. تقول اميللي ان"اهم شيء ان يتعرف الطالب الى اكبر عدد ممكن من رفاقه الطلاب وان يبني شبكة صداقات قوية وأن يشارك في النشاطات الترفيهية التي ينظمها الطلاب بالتعاون مع الجامعة". ومن الاشياء المهمة التي شرحتها اميللي للطلاب ان يباشروا الاطلاع على الكتب التي ستستخدم خلال الفصل الدراسي ودراسة البرنامج في شكل مركز كي لا يشعر الطالب انه متأخر عن رفاقه. كما تنصح اميللي ان يوفر الطالب بعض المال كي لا يقع في أزمة مالية قد تؤثر في سير الدراسة. ولكن هذا الأمر لن يحصل مع هلين لأنها خططت بطريقة مدروسة ووفرت مسبقاً قرشها الأبيض ليوم الانتقال من عند تهلها، فحقيبة ملابسها تنتظرها على الباب وستحملها الى حياة جديدة مطلع العام المقبل.