هذا الكتاب هو الذي تمنت مؤلفته جين بايدر وجوده عندما دخل ابنها الجامعة أول يوم، ولهذا كتبت هذا الكتاب ليكون لبقية أطفالها يوم يحين دخولهم للجامعة، وهو أيضاً لكل أب وأم يوم يودعون أبناءهم ليلتحقوا بالجامعات. وبناء على تجربة حقيقية لابن الكاتبة الذي انتهى من المرحلة الثانوية وتوجه إلى الجامعة يتناول الكتاب البيئة الاجتماعية التي على الطالب أن يحياها أو يواجهها مثل: تعبئة الأوراق الجامعية، اختيار التخصص وتعديله، ترتيب السكن، الاستعداد للانتقال الجديد للحياة الجامعية، الأغراض الشخصية، المال وكيفية وضع موازنة للمصاريف، التعامل مع المأوى الجديد، مشكلات الضغوط الجديدة الاجتماعية والنفسية. وأهم ما سردته الكاتبة في هذا الكتاب عدة نصائح لأولياء الأمور هي الأبرز والأهم أمام أبنائهم المؤهلين للحياة الجامعية منها: يمكن لابنك أن يتدرب خلال العطل وفي فصل الصيف على ملء عينة من طلبات الانتساب للجامعات. تذكر أن الجامعات وجدت لمساعدتك فعليك بالاستعلام عن الجامعة التي يريد ابنك الذهاب إليها وعن وضعها الدراسي ومقرراتها، كذلك سكن الطالب والرعاية المتوافرة لديهم. عليك أيضاً القيام بتشجيع ابنك/ ابنتك على الاعتماد على نفسه وأنه من الأفضل لهم معرفة مقدار منحتهم المالية، وبمن يتصلون في حال عدم تلقيها، لأنك إذا فعلت لهم كل شيء فلن يكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم. علموهم كيف يضعون موازنة خاصة لأنفسهم ومصاريفهم الشهرية، وذلك قبل مغادرتهم إلى الجامعة. احتفظ بكل الأرقام الخاصة بابنك، من رقم جوال ورقم بطاقة المصرف الخاص به، ورقم الطالب في الجامعة. تخصيص وقت لتدريب ابنك على الأمور المنزلية، وكيفية إعداد الطعام وشراء الأطعمة وتخزينها، كذلك النظافة الشخصية، وملابسه والاعتناء بها، وأخبره أن عليه أن يبدأ يومه الدراسي بالإفطار حتى لا يشعر بالإرهاق أثناء المحاضرات. عليك تزويد ابنك/ ابنتك باللوازم الطبية مثل اللاصقات الطبية، وميزان حرارة وأقراص للإمساك، كذلك أقراص عسر الهضم، والزكام وكريم مطهر ومقص أظافر. عليك أيضاً تعليمه العناية بغرفته بالجامعة، وكيفية مواجهة الأمور بشجاعة وروية، وحثه على عدم إغلاق جواله حتى تتمكنوا من الاتصال به، والاطمئنان عليه، كما عليكم ألا تتصلوا عليه في كل يوم حتى لا يشعر بألم المفارقة ومشاعر الحنين إلى المنزل، التي تسيطر عليهم في تلك الفترة . تقول دنيس نوليز - وهي مستشارة في الأمور الاجتماعية-: في حال قلق أولادكم من الذهاب إلى الجامعة أو تفكيرهم من أنهم سيفارقون زملاءهم في الموطن فحاولوا ألا تخافوا «قوموا بسؤالهم عن الفوائد الذي سيجنيها إذا ترك الجامعة وعاد إلى المنزل، والأمور التي سيفقدها في حال بقائه فيها، وذكروه بالآمال الكبيرة التي كان يحلم بها منذ صغره، ووضحوا له أن الصداقة قد تتغير حتى ولو بقيت في المنزل، وربما يتغير هو أيضاً . عليكم بتنبيههم بخطورة المخدرات وأضرارها على الصحة وكذلك علموهم كيفية اختيار الصديق أثناء المرحلة الجامعية فهو عامل مهم لديهم ومعين على الدراسة والاستذكار. إنشاء بريد إلكتروني للأبناء فذلك أفضل من المكالمات الهاتفية، عن طريق البريد يستطيع إخباركم بأعماله ودراسته وسكنه وحياته في الجامعة، وتستطيعوا من خلاله الرد وإبداء آرائكم نحو أعماله فهم بحاجة إليكم كمستشارين. أما أبرز النصائح التي تقدمها الكاتبة إلى الطالب نفسه فتتلخص في الآتى: إن اتحاد الطلبة صديق لك - إذ سيكون قادراً على دعمك وتقديم العديد من الخدمات والنشاطات الاجتماعية المتوافرة في الجامعة. قم بتكوين صداقات - ستشعر في البداية برهبة الكلية أو الجامعة، ولكن عليك التذكر أن طلاباً آخرين سيشعرون ذات الشعور، فغالباً ما تعني الجامعة الابتعاد عن المنزل والأهل والأصدقاء؛ لذلك استفد من رغبة الطلاب في تكوين صداقات لهم أيضاً. - حاول أن تكون اجتماعياً - فوجودك في الجامعة بقصد الدراسة لا يعني انعدام وجود فرص رائعة للمرح، إذ سيطول بقاؤك لسنوات عدة، وعليك الحرص على عدم الشعور بالملل، ويعد حصولك على الراحة والاستمتاع بوقتك أمراً مهماً أيضاً، إذ يقوم اتحاد الطلبة بتقديم الكثير من النشاطات المتنوعة والنوادي والجمعيات ومقاهي الطلبة. وعلى رغم أنه ليس عليك الاحتفال بشكل يومي لكن من المهم حصولك على وقت استراحة. - ستستغرق بعض الوقت لتتأقلم - ستؤدي الحياة الجامعية إلى تغيير جذري في حياتك، وقد يستغرق بعض الناس وقتاً للتعود عليها لكن عليك ألا تنسى أنها ستكون خبرة مفيدة للغاية. وتحتاج لبعض الوقت للتعود على الحياة الجديدة، إلا أنك ستنجح في ذلك في نهاية الأمر. - عليك إيجاد المكتبة والقيام بزيارة إليها - ستكون المكتبة أساسية ومهمة لك في دراستك، إذ تحتوي على الكثير من المراجع التي ستحتاجها لاحقاً، وتوجه مكتبات الجامعة الدعوة لطلابها لزيارتها، على رغم أن هذا لا يبدو مثيراً إلا أنها طريقة رائعة في اكتشاف ما تقدمه تلك المكتبات، ومعرفة طريقة الحصول على ما تريده بسهولة. - اقتصد في مصروفك - من وجهة نظر الكثيرين، وأن تكون طالباً لا يعني أنك تنعم بالكثير من النقود، ولكن إذا وضعت خطة مدروسة للإنفاق وتقيدت بموازنة معينة، فستكون قادراً على إمتاع نفسك من دون أن تغرق في الديون. - نظم وقتك - كما كنت منظماً كانت دراستك أكثر سهولة، لذلك عليك التحضير بشكل مسبق إذ تكون قادراً على إنجاز واجب مفروض عليك في اليوم التالي من دون الحاجة للسهر طوال الليل. - قم بالتعرف على بلدتك الجديدة - يلجأ العديد من الناس في أثناء دراستهم الجامعية للعيش في بلدة أو مدينة جديدة، لذلك باشر في التعرف على المنطقة وخدماتها والأماكن الجيدة لتناول الطعام وأفضل النوادي، وأرخص المحال التجارية. - ابق على اتصال مع الأهل والأصدقاء - عليك البقاء على اتصال مع الأهل والأصدقاء الموجودين في منطقتك، فما زالوا قادرين على تقديم الدعم والتشجيع لك. - عندما تسوء الأمور معك - لدى مواجهتك لأية صعوبات تؤثر على دراستك عليك الإسراع في إخبار مدرسك المباشر أو المشرف على المقرر، فقد يكون بمقدورهم منحك فرصة إضافية لتنجز واجبك أو يأخذون ذلك بعين الاعتبار لدى إجراء الاختبارات، أما في حال عدم معرفتهم بذلك فلن يكونوا قادرين على مساعدتك.