سجلت قلعتا"الحصن"و"صلاح الدين"السوريتان في سجل التراث العالمي في الاجتماع الأخير للجنة التراث العالمي التابعة ل"اليونسكو"في العاصمة الليتوانية فيلينوس ليرتفع عدد المواقع السورية في السجل الى ستة. وفي هذه المناسبة دعا وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله اغه القلعة السياح العرب والأجانب المهتمين بالسياحة الثقافية إلى زيارة سورية والاطلاع على الروائع الاثرية والحضارية التي ترسم مراحل تطور الحضارة الانسانية. وقال القلعة ل"الحياة":"ان تسجيل هذين الموقعين الجديدين في قائمة التراث العالمي سوف يغني المنتج السياحي لأنه يرفع عدد المواقع السورية على قائمة التراث الانساني الى ستة هي دمشق القديمة وحلب القديمة وبصرى وتدمر اضافة الى الموقعين الجديدين. وبذلك يصبح عدد القلاع السورية المسجلة بالتراث العالمي أربعاً هي قلعة دمشق وقلعة حلب وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين". وأشار الى"ان هذه القلاع تمثل فترات تاريخية وحضارية مختلفة تمكن السائح من الإطلاع على أشكال الحياة كما كانت في تلك الفترات اذ لم تكن القلاع للتحصن العسكري بل كانت مخصصة لمختلف أشكال الإقامة والتواصل بين المناطق باعتبارها تقع في قمم الجبال وتشهد نشاطات ثقافية واجتماعية مختلفة". وأكد القلعة ان الوزارة تستكمل حالياً مستلزمات تقديم القلاع كمنتج سياحي متكامل مع توفير جميع الخدمات اللازمة له، وتعمل على انجاز مخططات ادارة المواقع السياحية من خلال تحديد مسارات محددة للسياح وتأمين كافة الخدمات اللازمة لهم في تلك المواقع الاثرية ابتداء من مواقف السيارات وصولاً إلى عروض الصوت والضوء التي تم الاعلان عنها كمشاريع استثمارية في ملتقيات اسواق الاستثمار السياحي. وتعمل وزارة السياحة على تشجيع تحويل البيوت التاريخية في المدن القديمة مثل دمشق وحلب وحمص إلى فنادق ونزل بعدما لاقت هذه الفكرة استحساناً كبيراً من السياح الذين يفضلون هذا النوع من أشكال الإقامة في المدن القديمة مع تأمين كافة الخدمات اللازمة لهم. كما تشجع الوزارة إقامة استثمارات عالمية كبيرة في المدن والمواقع المسجلة في التراث العالمي مثل"فورسيزونز دمشق"الذي افتتح هذا العام و"شيراتون حلب"الذي سيفتتح الشهر الجاري و"سميراميس تدمر"الذي افتتح تجريبياً هذا العام بالإضافة إلى مشاريع استثمارية أخرى تم حجزها في ملتقيات أسواق الاستثمار السياحي مثل القرية السياحية في تدمر التي تضمن تنوع المنتج السياحي. وأكد القلعة ان الوزارة اتخذت كافة الاستعدادات لاستقبال الموسم السياحي الأوروبي الذي يبدأ في منتصف ايلول سبتمبر الجاري لافتاً الى انه تم الاتفاق مع غرف السياحة والسفر والنوادي السياحية التي تعمل على أسواق سياحية معينة على وضع آليات عمل مشتركة تكفل مشاركة تلك المكاتب مع الوزارة في الفترة المقبلة التي تكثف فيها الوزارة جهودها في اطار ما تم إقراره من موازنات خاصة بالترويج السياحي في الخطة الخمسية العاشرة. واشار الى ان بداية الموسم السياحي الاوروبي تتزامن مع انطلاق فعاليات مهرجان طريق الحرير الذي ينعقد سنوياً بمناسبة يوم السياحة العالمي في 27 أيلول حيث يجسد فكرة قوافل طريق الحرير التي كانت تأتي من جميع أنحاء العالم لتلتقي على ارض سورية. ويشارك في المهرجان مئات الاعلاميين العرب والاجانب الذين ينقلون هذه الفعاليات إلى بلدانهم من خلال وسائل الاعلام التي يمثلونها خصوصاً مشهد الافتتاح الذي يشارك فيه مئات الممثلين ويجسد التواصل الفني والفكري والثقافي بين مختلف الدول الواقعة على مسارات طريق الحرير من الشرق والغرب والتي تلتقي على أرض سورية. قلعة الحصن تبعد عن مفرق طريق العريضة 21 كم وعلى بعد 60 كم من حمص وسط البلاد عرفت باسم حصن الاكراد، حيث اقام منشآته أحد أمراء حمص لمراقبة الطريق بين الساحل والداخل. ونظراً الى أهمية موقعها الاستراتيجي فقد احتلها الصليبيون عام 1109م وعدلوا في بنائها ووسعوها لتخدم أغراصهم العسكرية. وتعد القلعة نموذجاً كاملاً للقلاع العسكرية المحصنة، وهي تتألف من قسمين: الحصن الداخلي، وهو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجياً حتى الباب مؤلفاً منعطفاً دفاعياً في منتصفه. ولهذا الحصن ثلاثة ابواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية ويتألف من طابقين: الأرضي ويضم فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعات الاجتماعات والكنيسة والمطعم والحجرات والمعاصر، والعلوي الذي يحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج. اما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، وسلطت عليه أقنية تحمل اليه مياه المطر. قلعة صلاح الدين أكبر قلاع سورية تبلغ مساحتها خمسة هكتارات ونصف هكتار، وتمتاز بمحافظتها على منشآت تعود الى حضارات متتالية أولاها الحضارة البيزنطية من القرن العاشر وفيها منشآت تركها الصليبيون، وهي شاملة وبحالة جيدة وأصلية. وتوجد في القلعة منشآت اسلامية مستقلة كالمسجد والمئذنة والمدرسة القرآنية. تبعد 33 كيلومتراً شرق مدينة اللاذقية عاى الساحل السوري، وأقدم اسم لها"سيفون"وقد حرف الى اسم"صهيون".