أدى القصف الاسرائيلي أمس لأربعة جسور على الطريق الرئيس الذي يربط بيروت بمحافظة الشمال الى شل قوافل المساعدات الآتية عبر سورية، وحذر مسؤولو الاغاثة من أزمة انسانية متفاقمة. وقال استريد فان غينديرين المسؤول الاعلامي في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن"القصف أغلق شريان الإغاثة الرئيس الذي يصل الى أسوأ الأماكن تضرراً في الجنوب". واضطرت المفوضية الى تأجيل جولاتها لتقويم الحاجات ونقل المساعدات الى مراكز ايواء النازحين وعائلات استضافتها أسر أخرى. كما تأجل تحرك قافلة من 8 شاحنات تحمل أغذية ولوازم منزلية. كما اضطرت منظمة الصحة العالمية الى تعليق ارسال قافلة معدات صحية مخصصة لنحو 13 ألف شخص كان مقرراً ان تنطلق اليوم من سورية الى لبنان. وأوقفت التطورات إجلاء 720 عاملاً من الفيليبين وسريلانكا . وحذرت وكالات الأممالمتحدة من أن نقص الوقود يحتمل أن يؤدي الى توقف عمل محطات توليد الطاقة والمستشفيات ومحطات ضخ المياه في الأيام المقبلة، ما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة لا سيما في الأماكن المكتظة. وأسفت المفوضية الأوروبية لقصف الجسور على الطريق الأساسية لنقل المساعدات الانسانية من سورية الى لبنان، ودعت"الى احترام الممرات الانسانية". كما أعربت منظمات انسانية دولية عدة عن أسفها للمستجدات الأمنية الطارئة، ولفتت الى ان عملياتها باتت محفوفة بالمخاطر . وتسعى الأممالمتحدة الى ايجاد مسالك أخرى آمنة بين لبنان وسورية. وفي جنيف، أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ياكوب كيلنبرغر عن زيارة يقوم بها للبنان في الأيام المقبلة لتقويم الوضع الانساني ميدانياً. وأشار الى أن عملية الصليب الأحمر في لبنان هي الأكبر حالياً في العالم بعد السودان. وعرضت اليونان نقل المساعدات من دول الاتحاد الأوروبي الى لبنان عبر لارنكا، وقال وزراء الخارجية انها ستستخدم سفن الاسطول اليوناني لهذه الغاية. كما ستتولى بلجيكا نقل عدد من شحنات المساعدات الى بيروت. وقررت وزارة الخارجية الفرنسية اطلاق عملية"سفينة من أجل لبنان"، وأكد الوزير فيليب دوست بلازي ان سفينة ستبحر يوم الجمعة المقبل من مرسيليا باتجاه بيروت محملة بمواد غذائية وأدوية وأغطية وفرش وتجهيزات لتعقيم المياه وخزانات للمياه ومستحضرات للنظافة. وتُعدّ الشحنة بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة"يونيسف"والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي وبرنامج الاغذية العالمي. وحطت في مطار الرئيس رفيق الحريري طائرتان عسكريتان إماراتيتان نقلتا 30 طناً من المواد الطبية الى"كاريتاس لبنان"، التي يهتم متطوعوها حالياً بأكثر من 100 ألف نازح موزعين على 120 مركزاً. وحملت 3 طائرات أردنية 40 طناً من المواد الغذائية والطبية والألبسة واللوازم المنزلية، وطائرة صينية حملت مساعدات متنوعة. وتنقل طائرة تابعة للجيش البرتغالي شحنات للأمم المتحدة على مدى أربعة أيام من برينديزي ايطاليا الى بيروت. ورست في مرفأ بيروت بارجة أميركية ناقلة مساعدات لمصلحة"مؤسسة الحريري". واستؤجرت سفينة يونانية لنقل مساعدات من برينديزي الى ميناء صور جنوب عبر قبرص. ووصلت أمس الى سورية 8 شاحنات محمّلة بالدفعة الثامنة من المساعدات المقدمة من الهلال الاحمر الكويتي وتتضمن 160 طناً من المواد الغذائية والملابس والأغطية والبطانيات اضافة الى مواد طبية. وزار سفير الكويت في لبنان علي سليمان السعيد مقر الهيئة العليا للاغاثة واطلع من أمينها العام اللواء يحيى رعد على ما يقدم لمساعدة النازحين الذين قارب عددهم مليون نسمة، والحاجات المطلوبة. وقال السعيد أن الكويت قدمت مليون دولار الى عدد من المنظمات الانسانية الدولية الناشطة في لبنان. وفي الكويت، أعلن مستشفى المواساة عن تخصيص جناح كامل لمعالجة الجرحى اللبنانيين جراء الاعتداءات الاسرائيلية. وتبرّع بنك الكويت الوطني بمليون دولار الى اللجنة الشعبية لجمع التبرعات لإغاثة الشعب اللبناني ومساعدته. وأعلن بنك برقان استقباله التبرعات لدعم اللبنانيين. ووصلت الى نقطة العريضة الحدودية شمال 15 شاحنة 14 منها محملّة بالمواد الغذائية وشاحنة محملة بالادوية، مقدمة من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. كما وصلت أيضاً 4 شاحنات تركية مبرّدة محملة بالأدوية للهيئة العليا للإغاثة. وعبرت الحدود 9 شاحنات محملة بالفرش والاغطية والمواد الغذائية مقدمة من سورية. وتوجه وفد من الجمعية الطبية السودانية الى بيروت للمساعدة في علاج الجرحى والمصابين. على صعيد آخر، تسبب اشكال في بلدة الوردانية بإصابة كل من حبيب بيرم ومحمد شعبان وبلال شعبان بجروح في أرجلهم. بعد اعتداء المدعو وليد رستم على رئيس بلدية الوردانية حسين بيرم على خلفية توزيع مساعدات للنازحين الى البلدة. وطالب اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي والجنوبي بحماية قوى الأمن بعدما تعددت حوادث الاعتداء. وأوقفت قوى الأمن مطلقي النار وفيق رستم وعدنان الحاج وتوارى وليد عن الأنظار. بنت جبيل اسم شارع في رام الله اطلق اهالي مدينة رام الله في الضفة الغربية قبل ايام اسم بلدة بنت جبيل اللبنانية على الشارع الرئيسي لمدينتهم. وقال زكريا محمد وهو كاتب فلسطيني يعيش في رام الله ان المبادرة"رمزية نقول فيها للشعب اللبناني ومقاومته وأهالي بنت جبيل التي دمرتها اسرائيل وارتكبت فيها المجازر: اننا معكم".