بدأت المساعدات العربية والدولية بالوصول الى لبنان لكنها تعاني من صعوبات في إرسالها الى النازحين والمحاصرين في الجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى بسبب تقطيع اسرائيل أوصال البلد وتهديدها الشاحنات، وبسبب الفوضى والبيروقراطية الرسمية اللبنانية. ووصلت صباح أمس 9 شاحنات مبردة من أصل 36 شاحنة مقدمة من جمعية الهلال الأحمر الكويتي تحمل كل منها 20 طناً من المواد الغذائية، ترافقها بعثة من 9 متطوعين برئاسة نائب رئيس الجمعية عبدالرحمن العوف الذي أبدى انزعاجاً واضحاً مما سماه"البيروقراطية الإدارية اللبنانية وحال الاستهتار التي واجهتها البعثة عند الحدود اللبنانية إذ أن أياً من المسؤولين المعنيين، إن في الهيئة العليا للإغاثة أو وزارات الدولة المعنية لم يكونوا موجودين لاستقبال المساعدات وتسلمها عند نقطة الحدود في العريضة، على رغم تنسيق هذا الأمر واجراء الاتصالات اللازمة لهذا الغرض منذ انطلق موكب الشاحنات من الكويت السبت الماضي، وأشار الى أن"السلطات الجمركية اللبنانية كانت رفضت بداية ادخال هذه المساعدات بحجة أن أياً من المسؤولين اللبنانيين المعنيين لم يبلغهم بوصول هذه المساعدات". وإذ أبلغ عوف"تحية قيادة الكويت وشعبها الى الشعب اللبناني الصديق"، أكد أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي تتابع عملية جمع التبرعات المالية والعينية بالتعاون مع الهيئات الرسمية والأهلية في دولة الكويت. ولن تقف مثل هذه الإعاقات أمام الشعور الانساني والوطني تجاه تضحيات الشعب اللبناني الصديق والشقيق". وهدد العوف بپ"اعادة المساعدات الى الكويت"، مشيراً الى أن"26 شاحنة أبقيت في دمشق الى حين تذليل هذه الصعوبات غير المبررة على الحدود اللبنانية في الوقت الذي فتحت كل الحدود البرية على طول الطريق من الكويت الى لبنان أمام هذه المساعدات". وبعد سلسلة اتصالات أدخلت الشاحنات وأفرغت حمولتها في ثكنة عرمان التي اعتمدتها الهيئة العليا للإغاثة مكاناً لتجميع المساعدات. وطالب الحزب السوري القومي الاجتماعي السلطات اللبنانية تسهيل وصول المساعدات من سورية، معلناً عن تقديمه مساعدات غذائية وصحية في المناطق كافة. وأعلنت قطر بدء ارسال مساعدات الى الشعب اللبناني ابتداء من أمس، وقال مصدر في وزارة الخارجية ان نائب الأمير ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصدر توجيهات بتقديم مساعدات عاجلة وتشكيل لجنة وطنية للإشراف على ارسال المساعدات من خلال الصليب الأحمر الدولي والصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر القطري والجمعيات والهيئات الدولية التي تعمل في لبنان. ودخلت قافلة مساعدات من الأردن تحتوي حقائب صحية واسعافية. وتبلغت رئاسة الحكومة من المجلس الأعلى السوري - اللبناني ان الحكومة السورية أصدرت قرارات بإعفاء السيارات المحملة مساعدات الى لبنان من كل الرسوم والضرائب المفروضة عليها في الظروف الراهنة، وتعديل مهلة مكوث السيارات اللبنانية الخاصة والقادمة الى سورية مدة شهر بدلاً من 15 يوماً، اضافة الى تعديل مهلة مكوث السيارات العامة اللبنانية لتصبح أسبوعاً واحداً من 72 ساعة. كما تبلغت رئاسة الحكومة من المجلس ان الحكومة السورية أصدرت تعليماتها للسماح للشاحنات اللبنانية والعربية بالدخول الفارغ الى سورية من كل المنافد الحدودية للمشاركة في نقل المساعدات الإنسانية الى لبنان. ووصلت البارجة الحربية اليونانية رودوس أمس محملة مساعدات انسانية من الحكومتين اليونانية والقبرصية مقدارها 14 طناً من البضائع المختلفة. وستصل سفينة مساعدات قبرصية اليوم. وتصل الى مرفأ بيروت اليوم السفينة العسكرية الإيطالية مار جورجوس وتحمل مساعدات ومواد اغاثة مقدمة من الحكومة الايطالية لتوزيعها على النازحين. وتشمل المساعدات مولدات كهرباء، اسعافات أولية، خيماً، أغطية، مياهاً، وأدوية وحليباً للأطفال ومواد غذائية. وتعتزم جمعية الهلال الأحمر الإيراني ارسال مساعدات بطريق البر عبر سورية. كما أعلنت روسيا عزمها ارسال مساعدات، لكنها تريد التأكد من ضمان وصولها. وسترسل الأممالمتحدة مسؤول المساعدات الانسانية الى لبنان وغزة لتقويم الوضع الانساني.