تواصلت قوافل النازحين الجنوبيين الى مناطق أكثر أمناً في اليوم الثامن عشر على العدوان الإسرائيلي المفتوح على لبنان، فيما استمرت المساعدات الإنسانية العربية والدولية في الوصول براًً وبحراً وجواً. وأعلن رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني عبدالرحمن البزري ان"عدد الأهالي الذين استضافتهم صيدا ومنطقتها بلغ أكثر من 75 الفاً، وأكدت النائبة بهية الحريري أن"هيئة الرئيس الشهيد رفيق الحريري"و"مؤسسة الحريري"تستوعبان حالياً ثلثي عدد النازحين في مدينة صيدا ومنطقتها، فيما الثلث المتبقي تستوعبه مؤسسات أهلية فاعلة تقوم بدورها على اكمل وجه". وأكد رئيس بلدية النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين"فقدان أدوية الأمراض المزمنة وغيرها من الأدوية التي يحتاجها المرضى من المواطنين الصامدين في النبطية وقراها"، موضحاً أن"المنطقة تحتاج الى أدوية مرض السكر والقلب والشرايين والضغط والأمراض الكيماوية السرطانية والأمراض العصبية وأمراض سيلان الدم والالتهابات والأمراض الجلدية". وأشار رئيس بلدية البرغلية مصطفى الداوود الى"وجود أكثر من 200 عائلة مقيمة في البلدة في الوقت الذي دخلت الأحداث يومها الثامن عشر ولا تزال تعاني من أدنى مقومات الحياة، المياه ومادة المازوت وبعض المواد الأولية"، مطالباً"بضرورة تقديم يد المساعدة لأطباء البلدة التي ترزح تحت حصار وعتمة دامسة". وبلغ عدد النازحين الى منطقة جبيل 20 ألفاً، فيما أحصى الجيش اللبناني النازحين وأماكن وجودهم في عكار، بغية إعداد لوائح لتوزع على أساسها مساعدات"الهيئة العليا للإغاثة"على النازحين المقيمين في التجمعات، أو في المنازل على حد سواء. وأنشأت حاكمة أندية الليونز في لبنان فيات دبوسي لجنة طوارئ للإغاثة، من أجل مساعدة المحتاجين النازحين من الجنوب. الى ذلك، يواصل"مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب"نشاطه الصحي والاجتماعي في الجنوب ومراكز النازحين في بيروت والجبل والبقاع وصيدا، وشكل لهذه الغاية لجنة صحية واجتماعية لمساعدة المحاصرين والنازحين. وحذر المركز من"انتشار الاوبئة السرطانية جراء الاسلحة الكيماوية التي يستعملها العدو الاسرائيلي في الجنوب، والتي تنتشر مع الهواء وتتلف الاشجار المثمرة خصوصاً الزيتون والعنب والتين وغيرها من الفواكه التي يؤدي تناولها الى امراض سرطانية". ولفت المركز الى"تردي الحال الإنسانية سواء في القرى المحاصرة أم في مراكز النازحين". وأقرت اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير الفلسطينية"في لبنان إنشاء لجنة وطنية عليا، برئاسة مفوض العلاقات الخارجية وممثلها في لبنان عباس زكي، لجمع التبرعات للشعب اللبناني،"دعماً له في محنته الحالية". وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى إقامة نوع من الجسر الإنساني بين قبرصولبنان لنقل معدات طبية وترحيل جرحى لمعالجتهم في الخارج. من جهة أخرى، وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرة عسكرية أردنية حاملة 15 طناً من المواد الغذائية والطبية. ووصلت أيضاً طائرة مساعدات مصرية تحمل على متنها 14 طناً من المواد الغذائية والطبية، إضافة الى طائرتين عسكريتين إماراتيتين تابعتين لسلاح الجو الاماراتي، تحمل كل منها نحو 20 طناً من المواد الغذائية والطبية والألبسة ومستلزمات الأطفال. كما وصلت سفينة أميركية تحمل مساعدات أميركية أولى ترسل الى لبنان بحراً، حاملة إمدادات للنازحين. وهذه الإمدادات مرسلة الى جبل الشوف جنوب شرقي بيروت حيث لجأ 100 ألف شخص هرباً من القصف الإسرائيلي. وأعلنت القنصلية العامة للبنان والجالية اللبنانية في جدة انها"باشرت حملة ضخمة لمساعدة النازحين في لبنان، تلبية لنداء رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة". ومن المقرر ان يصل اليوم مستشفى ميداني سعودي سيوضع في ميدان سبق الخيل في بيروت. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في باريس أمس، ان سفينة فرنسية محملة بالمساعدات ستغادر الاسبوع المقبل باتجاه لبنان حيث سيبدأ العسكريون الفرنسيون الذين ينظمون عمليات الإجلاء، بالتركيز على"الدعم الإنساني". وستحمل السفينة المساعدات الإنسانية التي جمعت بمبادرة من الإدارات المحلية الفرنسية ومن الشركات الفرنسية العاملة في لبنان". ومن المقرر ان يصل وزير الصحة الفرنسي كزافيه بيرترون الى بيروت غداً الاثنين، للاطلاع على أوضاع الجرحى. وفي دمشق، اجتمع رئيس الوزراء السوري ناجي العطري مع ممثلة برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة فيليبا برادفورد، وبحث معها في الأوضاع المأسوية والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني جراء العدوان الإسرائيلي، وسبل دعم آليات إيصال المساعدات الغذائية والدوائية للمحتاجين والمتضررين.