مع دخول الحرب الإسرائيلية المفتوحة على لبنان أسبوعها الثالث أمس، بدأت قوافل المساعدات الإنسانية العربية والدولية تصل فعلاً الى لبنان براً وبحراً، فيما تغص مستشفيات حكومية وخاصة عدة في أكثر من مدينة وبلدة لبنانية، بالجرحى المصابين، وفي حين يستمر النزوح من المناطق الجنوبية التي لا يزال الآلاف محاصرين فيها بفعل المواجهات المتواصلة. وأكدت النائبة بهية الحريري أننا"في حاجة الى كل مؤتمر للتضامن مع لبنان، ولكننا في حاجة أكثر الى تثبيت التضامن الداخلي في مواجهة الحرب الاسرائيلية على لبنان". وقالت الحريري في تصريحات الى محطات تلفزيونية عربية وعالمية أمس"ان العنوان الأساسي الذي يجب ان تنصب عليه الجهود هو وقف النار واعادة النازحين الى بلداتهم وقراهم"، لافتة الى أن"الأولوية المطلقة بعد استيعاب النازحين هي توفير الأمن الاجتماعي لهم وتحويل عملية الاغاثة الى حالة وطنية". وتسلمت"الهيئة العليا للإغاثة"ممثلة بأمينها العام اللواء يحي رعد في مركز المعارض في"بيال"المساعدات العينية المقدمة من المملكة المغربية. وتضمنت المساعدة البالغة 30 طناً، حليباً وأدوية ومعدات طبية. وناشد رعد الحكومات والمنظمات الإنسانية"تقديم المزيد من المساعدات لأن ما وصل الى الآن لا يفي بالمطلوب". ووصلت شاحنات عدة من المساعدات الإنسانية السورية الى دار الفتوى في بيروت، وأخرى سورية أيضاً الى النازحين الى محافظة الشمال. ونوهت هيئة الإغاثة بالمعونات المادية والتسهيلات التي أمنتها السلطات السورية، من أجل إيصال المساعدات العينية الى لبنان، عبر المرافئ السورية الجوية والبرية والبحرية. وعبر الحدود اللبنانية - السورية في الشمال، وصلت مساعدات تركية مقدمة من الجمعية التركية غير الحكومية"دنيز فناري"الى الحكومة اللبنانية، وتتضمن مواد غذائية، وبطانيات. كما وصل أيضاً، وفد من"منظمة المؤتمر الإسلامي"مع ثلاث شاحنات مبردة محملة مواد طبية مقدمة من جمعية"المنارة البحرية التركية"التابعة للمنظمة. ونقلت المساعدات الى ثكنة عرمان في الشمال للجيش اللبناني حيث ستتولى"الهيئة العليا للإغاثة"توزيعها، بالتنسيق مع وفد المنظمة الذي سيتوجه الى بيروت لهذه الغاية. ووصلت الى بيروت أمس، عبّارة تابعة للصليب الأحمر الدولي تحمل على متنها 34 طناً من مواد الطوارئ للجنة الدولية. وهي أولى مساعدات اللجنة الدولية التي تصل الى لبنان عبر البحر. ووصلت الى مدينة صور شاحنتان للصليب الأحمر الدولي آتيتان من بيروت وتنقلان 1300 حصة غذاء. وترسل اللجنة الدولية المؤن الى لبنان من قاعدتيها في عمان براً عبر سورية ولارنكا بحراً بصورة رئيسية. وزار رئيس منظمة"بلكيس ايدي"الباكستانية عبد الستار ايدي غرفة العمليات المركزية التابعة للهيئة العليا للإغاثة في السرايا الحكومية، وقدم هبة الى لبنان عبارة عن 10 سيارات إسعاف بقيمة 400 ألف دولار، وصل منها 3 وستصل البقية في وقت قريب. كما زارت مسؤولة البرامج في المفوضية الأوروبية في بيروت سيبيل بيكارو مدير الوكالة الأميركية للتنمية رؤوف يوسف غرفة عمليات هيئة الإغاثة واطلعت على سير وآلية العمل، وتزودت لوائح بالحاجات الضرورية المطلوبة راهنا للمشاركة في تقديم المساعدات. الى ذلك أبدت مدينة سالونيك، ثاني اكبر المدن اليونانية بعد العاصمة أثينا والتي تضم جالية لبنانية كبيرة، رغبة في تقديم المساعدات للنازحين وإرسالها الى بيروت عبر الممر الإنساني المزمع افتتاحه قريباً. وغادرت بيروت قافلة أولى تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من عشر شاحنات تحمل الطعام والأدوية والمواد الصحية الاساسية، في اتجاه مرفأ صور، في حين وزعت المنظمة بعض المساعدات الإنسانية على النازحين في كل المناطق اللبنانية. ويساهم في عمليات الإغاثة وتنظيمها"برنامج الغذاء العالمي"وپ"منظمة الصحة العالمية"التي أرسلت، بالتعاون مع وزارة الصحة، خمسة صناديق من المواد الطبية الاساسية، كل واحد منها يكفي لپ10 آلاف شخص لمدة ثلاثة اشهر، فيما أرسلت الپ"يونيسيف"آلاف صناديق المياه والصابون. وأعلنت هيئة الإغاثة في البقاع ان عدد المهجرين الوافدين الى المنطقة والنازحين من بلدة الى أخرى بلغ 25 ألف مهجر تم توزيع معظمهم على بيوت سكنية، بعد ان فتحت عائلات البقاع بيوتها لاستقبالهم ابتداء من المرج في البقاع الأوسط حتى الهرمل في أقصى البقاع الشمالي، إضافة الى ثلاث مدارس في المرج ورياق وشمسطار. وفي زحلة، أنشئت غرفة عمليات في قيادة قوى الأمن في سرايا المدينة، تتولى إرشاد النازحين وتوزيعهم الى الأماكن التي تتسع لهم. ودعا طبيب قضاء عكار الدكتور حسن شديد النازحين المرضى الى التوجه الى المستوصفات الأهلية والحكومية القريبة منهم لحصولهم على ما يلزمهم من مساعدات صحية من أدوية ومعاينات مجانية. وطلب من مسؤولي هذه المؤسسات تزويد المرضى بوصفات تمكنهم من الحصول على الأدوية المتوافرة في مركز طبابة القضاء في سراي حلبا الحكومي. وتوزع "مؤسسة الحريري" حصصاً غذائية وأدوية للنازحين في قرى قضائي حاصبيا ومرجعيون.