رفع البنك المركزي الأوروبي أمس سعر الفائدة الأساس ربع نقطة مئوية إلى ثلاثة في المئة كما كان متوقعاً، وذلك في رابع زيادة يجريها منذ كانون الأول ديسمبر الماضي. وفاجأ بنك إنكلترا الأسواق المالية برفع سعر الفائدة الأساس ربع نقطة مئوية ايضاً إلى 4.75 في المئة في خطوة تهدف إلى احتواء التضخم الذي تجاوز المستوى المستهدف. والتحرك الأوروبي الذي رفع تكاليف الائتمان في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة كان متوقعاً على نطاق واسع في أسواق المال حيث لا يزال التضخم أعلى كثيراً من سقف البنك المركزي الأوروبي وهو اثنان في المئة ونمو الاقتصاد حول معدله المتوسط الطويل الأجل. وتوقع 60 خبيراً اقتصادياً استطلعت وكالة"رويترز"آراءهم الأسبوع الماضي أن يسرع البنك المركزي الأوروبي إيقاع عمليات رفع الفائدة بهذا التحرك في مطلع آب أغسطس، بعد شهرين فقط من الزيادة الأخيرة بدلاً من دورة الأشهر الثلاثة التي اتبعها إلى الآن. وبلغ معدل التضخم 2.5 في المئة في الأشهر الثلاثة الماضية، وتحمل شركات التصنيع والخدمات المستهلكين ارتفاع التكاليف في حين يضغط الوضع المضطرب في الشرق الأوسط على أسعار النفط صعوداً. وقال حاكم البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي إن البنك سيراقب الضغوط التضخمية، ملمحاً إلى احتمال رفع سعر الفائدة من جديد بعد شهرين. وأفاد البنك المركزي الأوروبي بأن سعر الفائدة على الإيداع سيزيد أيضا إلى اثنين في المئة في حين سيرتفع سعر الإقراض الحدي إلى أربعة في المئة. واستقر اليورو مقابل الدولار والين الياباني بعد قرار البنك المركزي الأوروبي. واستقر اليورو على 1.2775 دولار من دون تغيير يذكر عن مستواه قبل صدور القرار. وصعد الجنيه الإسترليني سنتاً أميركياً كاملاً وبلغ ذروته في شهرين ونصف، مقابل الدولار، في حين تراجعت الأسهم البريطانية أمس بعد قرار بنك إنكلترا. وواصلت الأسهم الاوروبية تراجعها قبيل قرار البنك المركزي الأوروبي، في حين ساء أداء الأسهم البريطانية قياساً إلى مجمل السوق بعد قرار بنك إنكلترا. وكان أداء أسهم النفط ضعيفاً وهوامش الأرباح مخيبة للآمال كما أعلنت"يونيليفر". من ناحيته، عزا بنك إنكلترا قراره المفاجئ برفع الفائدة ربع نقطة مئوية إلى قوة معدل النمو والتوقعات بأن يظل معدل التضخم فوق مستواه المستهدف. وأفاد البنك في بيان صدر مع القرار بأن"إيقاع النشاط الاقتصادي تسارع في الأشهر القليلة الماضية، كما تعافى إنفاق المستهلكين بعد تراجعه منذ نهاية أعياد الميلاد كما يبدو". وأضاف توقعه أن يظل معدل التضخم مرتفعاً لبعض الوقت. ومن المقرر أن ينشر بنك إنكلترا توقعاته الفصلية الجديدة للنمو والتضخم الأربعاء المقبل. وفي حين توقع معظم الاقتصاديين أن تبقي لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك أسعار الفائدة من دون تغيير للشهر الثاني عشر على التوالي، تبين ان رهانهم لم يكن، في أكثر الأحيان، مضموناً. لكن صناع السياسات لم يظهروا نيتهم على التحرك، على رغم زيادة معدل التضخم في حزيران يونيو نصف نقطة مئوية على مستوى اثنين في المئة الذي يستهدفونه، فيما أشار تفاقم أعباء الفواتير على المستهلكين إلى أنه سيرتفع أكثر.