كرّر رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه التأكيد في تصريحه أمس، بعد اجتماع أعضاء المصرف المركزي الأوروبي، ان"السياسة النقدية للمصرف المركزي تستمر ملائمة، وهو سيبقى متنبهاً لمخاطر التضخم المالي، في ظل استمرار ارتفاع السيولة النقدية وحجم الائتمان في الأسواق الأوروبية". وأشار إلى استمرار النمو الاقتصادي الأوروبي في الربع الثاني من السنة الجارية، موضحاً ان النمو الاقتصادي العالمي يستمر قوياً، ما يعزز صادرات دول"منطقة اليورو". وبخصوص رفع سعر الفائدة ، اكتفى تريشيه بالقول ان"السوق هي التي تقوّم نفسها". لكنه لفت إلى ان معدل التضخم المالي في المدى القصير يجب ان يبقى ما دون 2 في المئة، وان ارتفاع أسعار أجور العمال سيكون نتيجة ثانوية لارتفاع أسعار النفط عالمياً، لذلك على المركزي الحرص على تجنب حدوث هذا الأمر". وتناغماً مع توقعات الأسواق والمحللين، أبقى المصرف المركزي الأوروبي أمس سعر الفائدة الأساس على اليورو على مستواه الحالي 2.50 في المئة، في حين توقع معظم المحللين ان يعمد إلى رفع الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية إلى 2.75 في المئة بعد اجتماعه في حزيران يونيو المقبل. كما قررت أمس"لجنة السياسة المالية"في المصرف المركزي البريطاني بنك إنكلترا إبقاء سعر الفائدة الأساس على الجنيه الإسترليني على مستواه الحالي، أي 4.5 في المئة، للشهر التاسع على التوالي،"نظراً إلى ان ارتفاع أسعار النفط عالمياً لم ينعكس بعد ارتفاعاً في أجور العمال". وأظهر مؤشر"أسعار الشراء للمديرين في قطاع الخدمات"في"منطقة اليورو"12 دولة أوروبية ارتفاع معدلات التوظيف في القطاع الخدماتي كشركات الطيران والمقاهي وشركات تكنولوجيا المعلومات، الذي يشكل ثلثي الإنتاج الاقتصادي في المنطقة، وارتفاع الطلب الاستهلاكي. إذ ارتفع المؤشر قليلاً في نيسان إبريل الماضي إلى 58.3 نقطة من 58.2 نقطة في آذار مارس، إلى أعلى مستوى يسجل منذ أيلول سبتمبر 2000 حين وصل إلى 60.2 نقطة. ومن المقرر ان يجتمع مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي المصرف المركزي الأربعاء المقبل بهدف اتخاذ القرار في شأن سعر الفائدة على الدولار. سوق الصرف والأسهم الأوروبية وفي سوق القطع، انتعش الدولار مجدداً أمام العملات العالمية الرئيسة على إثر تصريح وزير المال الياباني ساداكازو تانيغاكي ان الأسواق أساءت فهم بيان"مجموعة الدول السبع الكبرى"الذي لم يشر إلى تراجع في قيمة الدولار أمام العملات. فارتفع نحو 0.3 في المئة إلى 1.2600 دولار لليورو و113.92 ين للدولار، لكن اليورو عاد فاسترد خسائره خلال التداولات بعد تصريحات تريشيه مرتفعاً إلى 1.2630 دولار. وتراجعت أسعار الأسهم الأوروبية أمس، واستمرت في التراجع بعد صدور القرار في شأن أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. لكن مجموعة من النتائج القوية للشركات شركة"باسف"للكيماويات و"توتال"الفرنسية للطاقة و"تلينور"النرويج للإتصالات حدّت من هذا التراجع.