غيّب الموت فجر أمس، الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ 94 عاماً في مستشفى الشرطة في القاهرة حيث كان يعالج منذ أسابيع. وسيشيع جثمانه ظهر اليوم في جنازة عسكرية من مسجد"آل رشدان"، في حي مدينة نصر القاهري، يُرجح أن يتقدمها الرئيس حسني مبارك. غير أن صلاة الجنازة ستؤدى في"جامع الحسين"، تطبيقاً لوصية بأن يخرج جثمانه إلى مثواه الأخير من مركز عالمه الروائي قلب القاهرة التاريخية. ويُنقل الجثمان ملفوفاً بالعلم المصري على عربة مدفع تجرها خيول، على أن يكون العزاء مساء غد الجمعة في مسجد"الحامدية الشاذلية"في حي المهندسين. وقال مبارك في بيان أمس إن محفوظ"انحاز بقلمه لشعب مصر وتاريخه وقضاياه وعبر بإبداعه عن القيم المشتركة للانسانية ونشر بكتاباته قيم التنوير والتسامح النابذة للغلو والتطرف، وكان حصوله على جائزة نوبل للآداب اعترافا بإسهام الفكر العربي فى حضارة الانسانية وتراثها المعاصر". ووصف محفوظ بأنه"علم من أعلام الفكر والثقافة، وروائي فذ ومفكر مستنير وقلم مبدع وكاتب خرج بالثقافة العربية وآدابها الى العالمية". ونعى عدد كبير من زعماء العالم الأديب الراحل، ففي باريس عبّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن تأثره الكبير لوفاة محفوظ، ووصفه ب"الشخصية العظيمة في حقل الأدب العالمي ورجل سلام وتسامح وحوار". وقال في بيان وزعه أمس قصر الاليزيه ان محفوظ تناول في أعماله"المجتمع المصري برقة وواقعية"، مشيراً الى انه"الكاتب العربي الأول الذي حاز جائزة نوبل للأدب، وأنه أضفى على الأدب المصري شهرة عالمية". وأعلن البيت الابيض أن الرئيس جورج بوش"شعر بحزن كبير"لنبأ وفاة محفوظ الذي"نقل الى العالم غنى"الثقافة المصرية. وقال بوش في بيان إن"مؤلفات هذا الروائي العظيم تغوص في اعماق حياة المصريين والبشرية أجمع ... مؤلفاته ستطلع اجيالاً من الاميركيين والقراء في العالم بأسره على مصر التي كان يحبها". ونقل البيان عن بوش وزوجته لورا تعازيهما إلى"الشعب المصري وعائلة محفوظ واصدقائه باسم الشعب الاميركي، بعد رحيل روائي عظيم كشف للعالم غنى مجتمع مصر وتاريخها". ووجه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني برقيتي تعزية إلى مبارك وأسرة محفوظ، نعى فيهما"أحد ابرز اعمدة الادب العربي". وبعث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي برقية تعزية الى نظيره المصري، أشاد فيها بما حققه الاديب الكبير للثقافة العربية.