منذ ثلاثة ايام ومدينة الاعظمية شمال بغداد تشهد اجراءات أمنية مشددة يرافقها حظر تجول للمركبات، الامر الذي دفع غالبية الاهالي الى قطع مسافات طويلة سيرا على الاقدام للوصول الى المنافذ المحاذية بغية جلب احتياجاتهم. وتقول سما الاعظمي، من اهالي المنطقة، ان"اغلاق جميع المحلات التجارية والافران والاسواق بدون اشعار مسبق جعل شباب المنطقة ينطلقون في شكل مجموعات راجلة للوصول الى المناطق القريبة منا لجلب احتياجات عائلاتهم". وتضيف ل"الحياة"ان هذه الاحتياجات تقتصر على بضع ليترات من البنزين تكفي لتشغيل المولدات الصغيرة الخاصة لان التيار الكهربائي مقطوع عن المدينة منذ بدء سريان حظر التجول. وكان مدير العمليات في وزارة الدفاع عبدالعزيز العبيدي قال في تصريحات صحافية ان تطويق الاعظمية تم ضمن المرحلة الثانية من خطة امن بغداد"معاً الى الامام"المشابهة لعمليات شهدتها مناطق الدورة والشعلة والعامرية التي تعتبر من المناطق الساخنة في بغداد. اما العميد الركن عبدالجبار الحمداني، القائد العسكري لقاطع الرصافة، فأكد ل"الحياة""ان الاعظمية"اغلقت بناء على اجراءات موقتة ضمن حملة تنظيف بغداد من العصابات الارهابية والجماعات المسلحة". وزاد"ان الخطة تقضي بتفتيش المنازل كافة في المنطقة، لا سيما ان الهدف بسط سيطرة القوات الامنية وملاحقة الارهابيين". واشار عبدالحميد العبيدي من اهالي الاعظمية الى ان تطويق المنطقة وفرض حظر التجول للمركبات أثر سلباً على غالبية منتسبي المؤسسات الحكومية الذين لم يغادروا منازلهم منذ انطلاق الحملة. وقال"تعاني العائلات في المنطقة من انقطاع التيار الكهربائي وشح مياه الشرب واغلاق المحال التجارية والاسواق والصيدليات وعيادات الاطباء الخاصة.. وجميعها ضرورية للعيش بشكل طبيعي". اما سعيد العزاوي الذي اضطر الى السير على الاقدام مدة 45 دقيقة حاملاً طفله ياسر 4 سنوات الذي يعاني من مشكلة في جهازه التنفسي، فقال ل"الحياة"ان ابنه"يحتاج الى متابعة دورية لوضعه الصحي، ولكن الطوق الامني الذي يضرب المنطقة منعني من اتمام علاجه، الامر الذي يضطرني لحمله مسافة طويلة تحت الشمس اللاهبة وصولاً الى مستشفى النعمان الذي يتوسط المنطقة لتأمين علاجه بعد ازمة تنفس حادة كادت تقضي عليه في اليوم الاول من بدء حصار على المنطقة". وكانت حملة تفتيش ودهم المنازل في الاعظمية قسمت الى ثلاث مراحل شملت الاولى منطقة شارع المغرب وشارع عمر بن عبدالعزيز ومنطقة راغبة خاتون، اما الثانية فحاصرت منطقة راس الحواش والسفينة. وستشمل المرحلة الثالثة منطقة الكمب. وتستمر عمليات التفتيش والدهم 24 ساعة وبصورة مفاجئة. ويقول عبدالله الزبيدي من اهالي المنطقة ان"ثمانية جنود اميركيين اقتحموا منزلي بصحبة مترجم عراقي ومحراث صغير لتفتيش الحديقة بحثاً عن السلاح". ويضيف ل"الحياة"ان تفتيش كل منزل يستغرق ساعة كاملة، يوقع صاحب المنزل بعدها على استمارة تؤكد تفتيش المنزل من قبل الدوريات المتعددة الجنسية، وتختتم عملية التفتيش بتعليق شريط ابيض على باب الدار او المنزل للدلالة على ان المهمة انجزت. اما ام خالد التي اصابها الذعر واولادها الثلاثة عندما دهمت دورية عسكرية منزلها عند منتصف الليل وبدأ الجنود الاميركيون يعبثون بمحتوياته بحثاً عن الاسلحة، فقالت"ظن الجنود ان لعبة الرشاش التي يلهو بها ابني الاصغر ليث حقيقية وبدأوا في استجوابي الى ان اكتشفوا انها مجرد لعبة".