طالب قائد قوات حفظ الأمن والنظام في وزارة الداخلية اللواء مهدي صبيح أمس، الحكومة العراقية بإعادة النظر في الخطط الامنية التي طُبقت خلال الشهور الماضية ضمن خطة"الى الأمام معاً"، مشيراً الى أن عصابات تستغل حظر التجول لتنفيذ عمليات القتل المذهبي. وقال صبيح ل"الحياة"إن الخطط الأمنية في حاجة الى مراجعة وتغيير كبيرين وخصوصاً في ما يتعلق بنشر نقاط التفتيش وفرض حظر التجول. وأكد أن عملية فرض حظر التجول عند تردي الأوضاع الأمنية لم تأت بحلول جذرية للوضع الامني في البلاد، بل أفسحت في المجال أمام عصابات القتل للتجول في شوارع بغداد تحت غطاء الاجهزة الامنية. وأوضح أن هذه العصابات تلجأ الى تطويع عملية حظر التجول لتنفيذ عمليات القتل المذهبي، بل إن بعض العصابات التي ترتدي الزي الرسمي لقوات الامن وتستقل سيارات الداخلية والدفاع، يطلق النار عشوائياً على المواطنين الراجلين في الاحياء السكنية خلال ساعات حظر التجول. أما قائد قوات الرصافة العقيد الركن سمير الخفاجي فأكد أن فرض حظر التجول يخفض العمليات الارهابية التي تستهدف المواطنين، وخصوصاً العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، لكنه يفسح في المجال أمام جهات وعصابات أخرى لتمارس عمليات الاعتداء المسلح على بعض الاحياء السكنية. واعتبر أن فرض حظر التجول بات من الضرورات الملحة في المرحلة الحالية التي شهدت تدهوراً أمنياً خطيراً. ويؤكد مواطنون أن فرض حظر التجول في شكل مفاجئ يُربك حياتهم اليومية بسبب نقص المواد الغذائية لا سيما الخبز الذي يفضل العراقيون شراءه يومياً من الأفران والمخابز بدلاً من تخزينه. وأكدت سما الأعظمي وهي موظفة تسكن منطقة الاعظمية أن حظر التجول لم يأت بجديد على مدينتها التي عاشت ليلة ملتهبة بسبب القصف المستمر بقذائف الهاون وانتشار عصابات القتل. واضطرت سما الى قضاء الليلة الاولى من حظر التجول في منزل أقاربها بعد الاعلان عنه في شكل مفاجئ، وعادت في اليوم التالي سيراً على الأقدام لتقطع مسافة ألفي متر للوصول الى المنزل. وقالت إن قوات الجيش المنتشرة في الشوارع حذرتها وشقيقها من السير البطيء وطالبتهما بالركض للوصول في أقصر مدة ممكنة بعدما أبلغتهما بوجود عصابات ترتدي زي الشرطة وتطلق النار عشوائياً على المواطنين الراجلين. وأكد عبدالرزاق هاشم وهو أستاذ جامعي يسكن في حي"سبع أبكار"المجاور لمنطقة الأعظمية أن حظر التجول بات عبئاً على المواطنين. كما لم يفلح هذا الحظر في ايجاد الحلول الملائمة لمسألة القصف بقذائف"هاون"الذي تتعرض اليه المناطق السكنية، فضلاً عن انتشار عصابات القتل. وتابع أن أبناء الحي أغلقوا الطرق الرئيسة بالاسلاك الشائكة وجذوع النخيل للحؤول دون دخول سيارات الميليشيات والعصابات الى المنطقة.