الحياة اختيارات. ومن بداية مساره اختار الاعلامي في قناة"الجزيرة"وصاحب شركة"هوت سبوت"للافلام الوثائقية أسعد طه الطريق الاصعب، حيث عمل لفترة مراسلاً حربياً بعدما سافر من مصر في اوائل الثمانينات تاركاً كل شيء وراءه، كما يقول، ليتعرف على الآخر الذي يسكن الشاطئ المقابل، متسائلاً في أول مرة وطأت قدماه مطار فرانكفورت،"هل كان من الممكن ان يضيع عمري كله من دون سفر؟ اعيش واموت من دون ان ارى بلاداً اخرى؟". إذاً السفر كان مفتاح الحياة بالنسبة الى اسعد طه، من هنا اختار العمل مراسلاً حربياً يرتاد المناطق الخطرة."في كل مرة كنت اغادر فيها الى مناطق الصراع في روسيا، ويوغوسلافيا وسواهما من المناطق غير الآمنة - يقول طه - كنت اقول لنفسي لن اسافر مرة ثانية، الا انني لم استسلم يوماً لهذا الشعور، إذ لا ألبث أن اعاود الكرّة. واعتبر اليوم ان ارتيادي مناطق يوغوسلافيا السابقة واوروبا الشرقية كان من اكثر التجارب الحياتية التي عشتها ثراء". وعلى رغم عشقه لمهنة المراسل الحربي اتجه طه الى انتاج الاشرطة الوثائقية الطويلة،"فهذه النوعية لا تأخذ حقها، على صعيد العاملين وادارة المؤسسات الاعلامية، يقول طه ويتابع،"فهم يجدون ان الطريقة الأسلم هي في انتاج البرامج الحوارية، من هنا كان اختياري تقديم جهد ميداني خارج العالم العربي، في آسيا وأفريقيا التي رغبت في أن نراها بعيون عربية، مثلما حدث وقدمت سلسلة من الافلام عن المهاجرين العرب في فنزويلا والبرازيل وكل دول أميركا اللاتينية". لم يخف طه ان التجربة شاقة وصعبة على مستويات عدة،"بدءاً من حجم المادة، والجهد الذي يبذل لتقديم قضية أو تناول ظاهرة في نصف ساعة فقط أو ساعة في الحدود القصوى، والسفر الى آخر العالم في اميركا اللاتينية، وارسال فريق من الباحثين لمعرفة المكان ودراسته قبل التصوير. وعلى رغم كل تلك الصعوبات لن اتراجع، والسبب يكمن في الاستقبال الإيجابي لهذه المواد حينما عرضت على"الجزيرة". حول حصرية البث على قناة"الجزيرة"يقول طه:"نحن مستقلون تماماً عن"الجزيرة"ونتعامل معاً معاملة مهنية بحتة بعيداً من المجاملة عن طريق عرض الفكرة وانتظار الموافقة، وفي المرحلة المقبلة نطمع في التعامل مع فضائيات اخرى". ولم ينكر طه أن الاعلام العربي يشهد تقدماً على المستوى البصري وفي المضمون،"لكنه للاسف تقدم بطيء، فنحن ان كنا حققنا وثبة الا اننا حالياً توقفنا"مكانك سر"كأننا اكتفينا بما وصلنا اليه، مع العلم اننا ما زلنا بحاجة الى قنوات اخرى ومؤسسات اعلامية تستطيع ان تتعامل مع المرحلة المربكة التي يعيش فيها العالم العربي". ويؤكد طه أن سبب اتخاذه من دبي مقراً لشركته يعود للتسهيلات الكبيرة التي يجدها هناك، ويقول:"التسهيلات في دبي أكبر مما في بقية الدول العربية، ويكفي أنه لا توجد هنا تعقيدات روتينية او أمنية مثل التي تشهدها مصر. لقد كنا من اوائل الشركات التي بدأت في مدينة دبي الاعلامية والتي اصبحت تضم حالياً 40 بناية بعدما بدأت بثلاث بنايات فقط، والاهم انه لا احد يسألني هنا باستنكار: ماذا تفعل او كيف؟".