اختيار ادارة جوائز «ايمي» العالمية المخرج والمنتج المصري أسعد طه للمشاركة في لجنة تحكيم مهرجانها لهذا العام اعتراف بمسيرة هذا الصحافي الذي جال عبر السنوات الماضية في أكثر من 70 دولة، بعضها اشتهر بكونه مناطق حروب ونزاع ساخنة. قدّم طه للإعلام العربي الجديد منذ العام 1997 سلسلة من الأعمال الوثائقية المتلفزة التي كرسته في مناطق الأزمات المشتعلة في هذا النوع الذي كانت تفتقده الشاشات العربية. وربما جاءت سلسلة «نقطة ساخنة» لتؤكد أن الفضاء الإخباري العربي المصور لن يكون على حاله بعد الآن، وهو ما دفع طه لأن يؤسس شركة مستقلة في دبي باسم «هوت سبوت فيلمز» انتج من خلالها سلسلة وثائقية بعنوان «يحكى أن» المعنية بالهم الانساني والتاريخي، وأتبعها بعشرات البرامج التي وجدت طريقها للبث بجدارة عبر شاشة «الجزيرة» في أوقات سابقة. اليوم وبعد اندلاع ثورة 25 يناير في وطنه الأم يعود أسعد طه ومعه شركته التي غرّد من خلالها خارج السرب الوظيفي الذي كان يمكن لأول «امبراطورية» فضائية اخبارية عربية أن تمنحه له. يعود ليطلق «هوت سبوت فيلمز» من ميدان التحرير في العاصمة المصرية، أو على بعد مئات الأمتار منه، بعدما وجد ضالته في الأحداث القريبة التي تمسه في شكل مباشر، وتشكل له حالة وثائقية نادرة، ولا تقل سخونة عن المناطق التي زارها وجال فيها. وهو قد أدرك بحدس المخرج الوثائقي أن وجود شركته بعيداً من البلد الذي أطلق شرارة التغيير في ثورة 25 يناير - بصرف النظر عن المآل هنا - قد يحجم دورها حتى لو تجول شخصياً في سبعين بلداً جديداً مشتعلاً حول العالم. والأكيد أن شركة أسعد طه الخاصة بالبرامج والأعمال الوثائقية التلفزيونية ستعرف عهداً جديداً في مصر لم تعرفه سابقاً رغم مرور نحو عقد ونصف على انطلاقها، وها هي تشهد انطلاقة جديدة تعطيها ألقاً بعدما خفتت حدة الانشغال الفضائي ببرامج ثقيلة من عيار البرامج التي أنتجها طه في الأوقات الذهبية للبث الفضائي العربي الذي بات مهدداً هو الآخر ببعض ما صنعته يداه. وليس اطلاق بعض الفضائيات الإخبارية العربية الجديدة، غير تأكيد على وجود مأزق من نوع ما عند بعضهم. أما صاحب «هوت سبوت فيلمز» فوجد الحل في «أبطال طبيعيين وديكورات طبيعية ملهمة» في مصر لا ينقصها سوى تحريك الكاميرا في مواجهتها للحصول على عشرات الساعات الوثائقية المتلفزة... ففي كل يوم فيلم يمكن أن يقال.