دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك مجدداً اسرائيل الى رفع الحصار عن لبنان، محذراً من"عواقبه الخطيرة على الاقتصاد اللبناني"، ومعتبرا انه"يمنع التقدم نحو تطبيع الوضع". وقال شيراك، في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا، والذي يتركز الجزء الأكبر من أعماله حول الوضع في لبنان والشرق الأوسط، ان القتال بين اسرائيل و"حزب الله"قضى على 15 عاماً من العمل الشاق لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني، داعياً الى حركة تضامن كبرى من أجل إعادة إعمار البنية التحتية الاساسية التي دمرت، ومشيرا الى ان فرقاً فرنسية بدأت العمل على الأرض لإعادة البناء في لبنان. وشدد على "ان ما من شيء ممكن فعله في لبنان من دون مساهمة جميع الدول في المنطقة، ملاحظاً"ان لبنان كان لمدة طويلة ساحة مواجهة لهذه الدول وأن على الجميع ان يفهموا ان من مصلحتهم ان يكون لبنان سيداً ومستقلاً، وتكون السلطة على أرضه محصورة بالدولة... وهذه هي الضمانة الأفضل لمصالح هذه الدول وأمنها". أما بالنسبةالى سورية، فقال ان عليها"أن تخرج من منطق الانغلاق على الذات لتعود وتأخذ مكانتها على طاولة الدول عبر احترامها الشرعية الدولية وسيادة جيرانها". وأضاف ان الشرق الأوسط بحاجة الى سورية"ناشطة لخدمة السلام والاستقرار في المنطقة". واعرب الرئيس الفرنسي عن اعتقاده بأن"هذه الأزمة التي لا مثيل لها هي نتيجة مآزق أخرى. فالصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يجمع كل عناصر عدم التفاهم بين الأطراف". وقال"ان هناك توافقا حول تعايش دولتين في سلم وأمن بما في ذلك بين اسرائيل والفلسطينيين، ولكن كل منهما فقد ثقته بالآخر، والتحدي هو استعادة هذه الثقة واعادة إطلاق الحركة الديبلوماسية". واعتبر ان المفتاح هو التزام الأسرة الدولية، وانه لذلك"يعود الينا ان نتجاوز العراقيل، عبر ضماننا للسلام الذي تحدد الأطراف ملامحه". وأقر بأن الظرف الحالي ليس الأفضل لذلك، وان"حماس"لم تستخلص الدروس المترتبة على دخولها في النهج السياسي بقبولها بوقف العنف والاعتراف باسرائيل ومكاسب أوسلو. واعلن انه يرغب بانعقاد اجتماع عاجل للجنة الرباعية الدولية، للبحث في سبل استئناف المحادثات السلمية لأن"التسليم بالوضع الراهن ينطوي على خطر الدخول في دائرة عنف ستخرج عن نطاق السيطرة"، وأن اسرائيل تتطلع الى"حق مشروع في الأمن لكن الأمن لا يكون بغير العدل". وقال شيراك"ان رهان السلام موجه ايضاً الى ايران وسورية. فايران لن تجد الأمن في تطوير برامج سرية بل في اندماجها في الأسرة الدولية". ودعا مجدداً طهران الى"القيام بالتحركات الضرورية لاشاعة الثقة، اذ ان هناك دائماً محلاً للحوار". واضاف"ان ايران بلد كبير والاعتراف بدورها يرتب عليها واجبات، ومنها تبديد المخاوف والعمل على الاستقرار الاقليمي، بما يتناسب مع دولة كبيرة مسؤولة". الى ذلك، علمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع ان فرنسا تجري حوارا مكثفاً على أعلى المستويات حول الملف النووي الايراني وحول لبنان. وقال المصدر ان المسؤولين الايرانيين أكدوا لفرنسا أنهم يؤيدون انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وأنهم ليسوا ضد قوات حفظ السلام في الجنوب وأن الحوار مستمر. وتوقع المصدر بالنسبة الى التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ان يكون في حوزة القاضي سيرج براميرتز معلومات دقيقة ناتجة عن تحقيقاته البعيدة عن الأضواء، حول الطرف الذي يقف وراء الاغتيال. وذكر ان عملية تشكيل المحكمة الدولية تتقدم بشكل كبير وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان يبحث في امكان ان تكون فيينا أو جنيف مقراً لها.