انتقدت الأممالمتحدة وواشنطن في شدة خطة الحكومة السودانية لإرسال مزيد من قواتها إلى دارفور لحفظ الأمن وحماية المدنيين، واعتبرتا الخطة التفافاً لمنع نشر قوات دولية في الإقليم. لكن الخرطوم تمسكت أمس برفضها تحويل مهمات القوات الأفريقية في غرب البلاد إلى المنظمة الدولية، واعتبرت موقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والإدارة الأميركية"وصاية مرفوضة". وقال وزير الخارجية التشادي أحمد علامي ل"رويترز"أمس إن بلاده اعتقلت سبعة من قادة متمردي دارفور وستطردهم في إطار جهود تحسين العلاقة مع السودان. وأوضح أن قادة"حركة العدل والمساواة"الذين لم يوقعوا اتفاق السلام في أبوجا، اعتُقلوا وسيسلمون إلى الاتحاد الأفريقي. وعاود السودان وتشاد العلاقات قبل أسبوعين. وتعارض الحكومة السودانية إرسال قوات للأمم المتحدة لحفظ السلام إلى دارفور وتريد بدل ذلك إرسال 10.500 من قواتها إلى هناك. وساندت الجامعة العربية هذا الاقتراح أوائل الأسبوع. وأكد وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول أن وزراء الخارجية العرب دعموا موقف السودان الرافض دخول قوات أممية إلى دارفور. وأكد أيضاً مساندتهم للاتحاد الأفريقي للاضطلاع بمهماته في الإقليم، وقال إن الإجتماع الأخير للمجلس الوزاري العربي قرر تشكيل وفد يضم الأمين العام للجامعة عمرو موسى ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للقاء أعضاء مجلس الأمن في نيويورك وطرح وجهة النظر العربية الرافضه دخول قوات أممية في دارفور. لكن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وجّه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن قال فيها إنه تسلم من الرئيس السوداني عمر البشير في اوائل الشهر الجاري نسخة من خطة الحكومة السودانية"لإحلال الاستقرار وحماية المدنيين في دارفور". وقال أنان إن"قراءة أولى لهذه الوثيقة لا تكشف وجود رغبة لدى الحكومة السودانية في الموافقة على نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في دارفور". وحذر أن الوضع على الأرض يتدهور في هذه المنطقة بينما تواجه قوة الاتحاد الأفريقي أزمة متصاعدة في تمويل عملياتها حتى نهاية العام الجاري. وفي الشأن ذاته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو كاليغوس إن الولاياتالمتحدة قلقة جداً من الخطة وحض الخرطوم على السماح لقوة للأمم المتحدة بدخول دارفور دونما إبطاء لإيقاف ما تقول الولاياتالمتحدة انه ابادة جماعية. وقال:"لن يقدر على مواجهة التحديات العسكرية القائمة في دارفور إلا قوة للأمم المتحدة كبيرة متنقلة سريعة الرد وفعالة". وطرحت بريطانياوالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي مشروع قرار في مجلس الأمن لارسال نحو 17 ألفاً من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى دارفور في موعد لا يتعدى أول تشرين الأول اكتوبر المقبل. لكن مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع جدد أمس رفض حكومته القاطع لنشر قوات دولية في دارفور"بناء على تحليل وتقدير لما يمكن أن تقوم به تلك القوات"، موضحاً أن الأممالمتحدة"تعد شراً لا يتقى إلاَّ بالمواجهة لحملها على التراجع"، وطالب بالاستعداد الحقيقي لمواجهة مرتقبة. وشن نافع خلال ندوة طلابية هجوماً لاذعاً على من أسماهم بأحزاب"الهيلتون"، في إشارة إلى زعماء أحزاب الأمة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي والشيوعي محمد ابراهيم نقد الذين ايدوا نشر قوات دولية في دارفور خلال لقائهم بعثة مجلس الأمن التي زارت الخرطوم الشهر الماضي، منتقداً ارتباط تاريخهم السياسي بالقوى الخارجية. وأضاف:"يوردون الحجج لدخول قوات أممية على رغم علمهم بأنها لن تقدم خيراً لأهل دارفور"، معتبراً أن السبب في مساندتهم القوات الدولية الظن بأنها"طريق للوصول الى السلطة".