في العام 1810 أمر الصدر الاعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف بتشييد سور ضخم وقوي حول مدينة النجف بعد ان تكررت هجمات الغزاة على العتبات المقدسة. وبعد ما يقارب قرنين من الزمن يكرر التاريخ نفسه، اذ قررت محافظة النجف حفر خندق امني حول مدينتي النجف والكوفة واقامة نقاط حراسة عليه. وقال نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان ل"الحياة"انه"بعد تصاعد الاعمال الارهابية التي طاولت مدينتي النجف والكوفة طرحت فكرة حفر خندق طويل حول المدينتين لمنع دخول السيارات المفخخة"، مشيراً إلى انه سيتم تحديد طرق للدخول الى المدينة تمر بنقاط تفتيش محكمة، فضلاً عن اغلاق المدينة القديمة بابواب حديد. وشهدت النجف اختراقات أمنية عديدة كان آخرها انتحاري فجر نفسه قرب مرقد الامام علي، ما أدى الى مقتل 35 شخصا وجرح 122 آخرين. وتعيش النجف بشكل اساسي على السياحة الدينية ويؤمها ملايين الشيعة سنويا لزيارة العتبات المقدسة وبينها ضريح الامام علي بن ابي طالب. ويجد المسؤولون صعوبة في حمايتها من الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة التي يعلن المسؤولية عن معظمها"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". ويؤكد الدكتور حسن الحكيم رئيس جامعة الكوفة ل"الحياة"ان التاريخ يعيد نفسه، ففي نهاية القرن الثامن عشر بدأت قبائل في شن غزوات على النجف محاولة تهديم قبر الامام علي ونهب الذهب المطلي على المنارة والشباك وسرقة محتوياته، ما دفع اهالي النجف الى بناء سور يحيط بكامل مدينتهم، وكانت له ابواب تغلق في الليل وتفتح في النهار.