سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تلوح بعقوبات وشيكة وطهران توفد خبراء الى موسكو لاستكشاف آفاق "المخرج" . تكتم إيراني حول الرد على العرض الغربي : فرصة استثنائية للعودة الى المفاوضات
قدمت ايران امس، رداً"مفصلاً وفنياً شاملاً"على عرض الحوافز الغربي الهادف الى إقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم، داعية الى حوار في هذا الشأن مع الدول الست التي قدمت العرض، بحثاً عن مخرج لعقدة رفض طهران التخلي عن إنجازاتها النووية. وتفادى سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده، تحديد موقف طهران من الشرط الأساسي في العرض الذي يتضمن حوافز اقتصادية وتجارية، اضافة الى بند يتعلق بالتعاون النووي بين الجانبين، وذلك خلال استقباله سفراء خمس من الدول الست صاحبة العرض الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. لكن لاريجاني، الذي حرص على التكتم في شأن مضمون الرد، اكتفى بالقول:"نحن مستعدون للبدء بمفاوضات جدية مع مجموعة الدول الست ابتداء من غد"اليوم. وحضر السفير السويسري اللقاء ممثلاً الأميركيين، باعتبار ان سفارته ترعى مصالحهم في طهران، فيما لوّح المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون بأن واشنطن ستعرض سريعاً على مجلس الأمن قراراً يفرض عقوبات اقتصادية على ايران، في حال لم يكن ردها مرضياً. ولمحت الصين الى معارضتها العقوبات. وفي ظل تعتيم إعلامي على مضمون الرد الإيراني الذي سُلّم خطياً، أشارت مصادر في موسكو الى وصول وفد رفيع المستوى من الخبراء النوويين الإيرانيين الى روسيا، لدرس التعاون بين البلدين، ما قد يشكل مخرجاً لعقدة التخصيب. راجع ص10 معلوم ان ايران كانت لمحت الى احتمال تخليها عن التخصيب على أراضيها موقتاً، على ان يتم في روسيا وبحضور خبراء إيرانيين، تمهيداً لاستئنافها هذا النشاط على أراضيها بعد سنوات. في غضون ذلك، أعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، تناولت الأزمة الإيرانية. وتوقعت مصادر في طهران ألا يكون موقف ايران الرافض وقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها، قاسياً وحاسماً، بل يأتي على شكل سلسلة من الأسئلة، خصوصاً ماهية المقصود من التوقف او التعليق، وهل يشمل كل أنواع التخصيب الصناعي والتحقيق العملي، والسقف الزمني المحدد لاستعادة هذه النشاطات على الأراضي الإيرانية بعد تبديد المخاوف الغربية. ترافق ذلك مع معلومات عن ابلاغ لاريجاني الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، رفض طهران مبدأ تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للتفاوض. وقال مساعد رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي ان الرد الإيراني"شامل ويوفر الأرضية لبداية جديدة للمفاوضات من اجل إيجاد اتفاق نهائي، على ان يتفهم الأوروبيون الظروف الإيرانية". وشدد على ان الرد"لا يشكل اقتراحاً مكملاً، بل يعطي الأوروبيين فرصة استثنائية للعودة الى طاولة المفاوضات واختيار طريق التعامل والحوار الذي أردناه شاملاً". وأشار الى ان ايران تجري أبحاثاً على محركات طرد مركزي اكثر حداثة من تلك التي تستخدمها. وترى طهران ان العقوبات التي قد يفرضها مجلس الأمن"لن تكون شاملة، بل تدريجية وقد تبدأ بفرض حظر على سفر المسؤولين الإيرانيين وتجميد الأرصدة الإيرانية في الخارج". لكن المصادر ذاتها رأت ان هذه الإجراءات لن تؤثر كثيراً في الموقف الإيراني خصوصاً في الجانب المادي، لأن طهران تملك احتياطاً كبيراً من عائدات النفط، يتجاوز 40 بليون دولار. وفي نيويورك، اعلن السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون:"أننا مستعدون لتقديم عناصر قرار الى مجلس الأمن بسرعة"فور تسلم الأسرة الدولية"الرد الحاسم"من إيران. وقال:"أوضحنا في القرار 1696 ان أمام إيران خيارين: إما قبول العرض الكريم من جانب الدول الست... وإلا فإن عدم استعدادها للتخلي عن سعيها للحصول على أسلحة نووية سيؤدي الى جهود في مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية ضدها". وزاد أن القرار المقبل لمجلس الأمن الدولي"يمثل امتحاناً للمجلس". واعتبر بولتون أن كلام الإيرانيين الأخير يدل الى"أنهم غير مستعدين لتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم"، لكن"لن نعلق على لغة من البلاغة وإنما سننتظر الرد الحاسم". وقال:"طبعاً هذه لحظة مهمة، لقد حصل الإيرانيون على فترة شهرين ونصف شهر تقريباً لدراسة العرض الكريم جداً الذي قدمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مع المانيا". واضاف أن رد الايرانيين"بعد شهور من الكلام، يجب أن يمثل الرد الحاسم. وسنرى إذا كانوا مستعدين للانصياع لمسؤولياتهم ضمن اتفاق حد الانتشار النووي وإقناع العالم أن نياتهم سليمة، كما يزعمون".