أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إيران"مستعدة للإقدام على الخطوة الأخيرة"في البرنامج النووي، في وقت أفاد ديبلوماسي إيراني يعمل في موسكو بأن طهران تريد إعادة ملفها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة"أنترفاكس"عن الديبلوماسي قوله تعليقاً على بحث مجلس الأمن أخيراً الملف النووي الإيراني:"هذه هي توقعاتنا: الملف النووي الإيراني يجب أن يوضع في القناة الصحيحة: الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال أحمدي نجاد إن إيران"مستعدة للإقدام على الخطوة الأخيرة"في البرنامج النووي من دون أن يعطي أي تفاصيل حول طبيعة هذه الخطوة في خطاب ألقاه في باني, غرب البلاد. وتؤكد طهران أنها ستمضي قدماً في برنامجها الذري على رغم مطالبة الأممالمتحدة لها بوقف تخصيب اليورانيوم. ووضع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني الإطار العام لمسار المطالب الإيرانية في الجدل الدائر حول أنشطة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. وأعلن أن طهران قد توافق على تعليق أنشطة التخصيب ضمن إطار المفاوضات مع المجتمع الدولي، مشدداً على أن"المهم لإيران هو امتلاك عملية تطوير وتنمية التخصيب على أن يحدد مسار هذه العملية في شكل واضح". ورأى لاريجاني أن على الولاياتالمتحدة أن توضح نياتها بعدما عرضت على طهران إجراء محادثات حول الوضع في العراق. وقال:"نسمع أصواتاً مختلفة في الولاياتالمتحدة, لا كلام واضحاً من جانبهم". حائط مسدود جاء ذلك بينما باتت المفاوضات بين سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول صوغ مشروع قرار يفرض عقوبات على طهران على وشك بلوغ حائط مسدود. وأكد السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون عقب الاجتماع السادس بين سفراء الدول الخمس إضافة إلى ألمانيا ليل الأربعاء - الخميس انه"لم يتم إحراز أي تقدم". وقال إن السفراء"لم يحددوا أي موعد"للقاء آخر كما جرت العادة"بانتظار تعليمات العواصم". پ واعتبر بولتون رداً على سؤال ل"الحياة"أن"منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي إيبك في هانوي قد يتيح الفرصة لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لإجراء محادثات"حول الموضوع الإيراني. وجدد موقف واشنطن الرافض لإزالة أي من العقوبات المقترحة في مشروع القرار الأوروبي على المواد والتكنولوجيا المتعلقة ببرنامجي إيران الصاروخي والنووي، معترفاً بوجود"فجوة واسعة"بين الموقف الغربي من جهة والموقف الصيني والروسي من جهة أخرى. پ وقال بولتون إن انقسامات حادة بين الدول الغربية وروسيا عرقلت مشروع قرار للأمم المتحدة يفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وأضاف بعد جولة سادسة من المحادثات بين الدول الست:"لا أعرف أننا أنجزنا شيئاً يمكنني وصفه بأنه تقدم اليوم لكننا تباحثنا في عدد من المسائل". ووصف تشوركين الاجتماع بأنه"تبادل حاد للآراء". وشدد على أنه"يجب التركيز على مخاطر نظام منع انتشار الأسلحة التي قد تنبثق من النشاط الإيراني في الحقل النووي". وعن الزيارة التي قام بها كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني إلى موسكو، قال تشوركين"بعد المحادثات مع لاريجاني، نحن على اقتناع بأن هناك فرصة للتوصل إلى نتيجة يتم التفاوض عليها. ونعتقد بأنه حتى بعد تبني أي قرار يجب أن نترك الأبواب مفتوحة مع الإيرانيين". وقال تشوركين إن مسؤولين كباراً من وزارات الخارجية من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا أجروا محادثات عبر الهاتف في شان إيران الأربعاء لكنهم فشلوا فيما يبدو في اجتياز المأزق. إلى ذلك رأت أوساط إيرانية أن صمود إيران على مواقفها الأساسية والقانونية ستفشل إمكان توصل"الستة الكبار"إلى قرار موحد لتطبيق"التحذيرات القاسية"ضد إيران، وتعقد عملية تطبيقها في المستقبل وسيؤدي ذلك إلى"حلقة مفقودة"في المفاوضات، وبالتالي يسمح ببدء عملية مساومة صعبة و"تعمق الانشقاق"في الجبهة الغربية. ورأت هذه الأوساط أن الطلب الرئيس للدول الغربية الذي برز خلال زيارة لاريجاني لموسكو ما زال"تعليق التخصيب"مقابل استئناف المفاوضات"وأن هذه الدول تعتبر الأمر"مفتاح"مسار الملف النووي الإيراني. في المقابل تعتقد طهران بأن مفتاح الحل هو الحقوق الإيرانية، وتضيف هذه الأوساط أن لاريجاني قد عبر عن هذه الحقوق بالقول:"إذا استطاعت إيران أن تحدد ما يجب لها في مسألة التحقيق والتنمية والتخصيب وكيفية التوصل إلى ذلك في إطار تفاهم سياسي، حينها يمكن إعادة تعريف الأمور المتبقية في المفاوضات".