اختارت ايران السير في طريق المواجهة مع مجلس الأمن والغرب، بإعلان المرشد الأعلى علي خامنئي امس، ان بلاده"ستواصل برنامجها النووي بقوة وعزم"، مؤكداً بذلك رفضها التخلي عن تخصيب اليورانيوم، عشية تقديم طهران ردها رسمياً على عرض الحوافز الغربي الهادف الى إقناعها بوقف النشاطات النووية. تزامن ذلك مع إعلان نائب رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي ان الخبراء الإيرانيين سيبدأون في غضون أسبوعين إنتاج المياه الثقيلة في مصنع اراك وسط البلاد، لتغذية مفاعل قيد الإنشاء في الموقع، مؤكداً في الوقت ذاته"استحالة التراجع عن الإنجازات العلمية"التي حققتها ايران في هذا المجال. راجع ص10 ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله إن"إيران تعتزم مواصلة طريقها بقوة، في الملف النووي وملفات اخرى، معتمدة على عون الله، ومتحلية بالصبر والمثابرة، وهي ستجني الثمار". وتابع امام المشاركين في مؤتمر حول"الوحدة الإسلامية"عقد في طهران، ان"قوى الاستكبار وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، تخشى ان تتطور البلدان الإسلامية". وفي وقت أكد مسؤولون إيرانيون ان رد بلادهم على عرض الحوافز الغربي اليوم، سيكون"شاملاً"، في شكل يفسح في المجال امام مفاوضات مع الغرب، بحثاً عن بديل مقبول عن طلب وقف التخصيب، هدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجوردي بوضع حد لعمليات التفتيش الدولية للمنشآت الإيرانية"في حال إصرار الغرب على إضاعة حقوق الشعب الإيراني وفرض عقوبات عليه". ورأت مصادر في طهران ان ايران تسعى الى"تمرير"المرحلة الأولى من أزمتها بالرد على عرض الحوافز الغربي بالدعوة الى استئناف المفاوضات حول مسألة التخصيب، في محاولة لتفادي إجراءات عقابية في مجلس الأمن، بحلول نهاية المهلة التي حددها لوقف تخصيب اليورانيوم، وذلك في 31 الشهر الجاري. وعلى رغم تمسك ايران بموقفها، أفيد ان أجواء"إيجابية"طبعت مشاورات هاتفية أجراها امس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، المكلف الملف النووي لبلاده. ووصف سولانا، الذي يتوقع ان يُنقل إليه الرد الإيراني غداً، محادثاته مع لاريجاني بأنها"بناءة"لجهة حملها"تطمينات في شأن البرنامج النووي وطبيعته السلمية وإعادة الثقة به". ورأى مراقبون ان ايران لم تغلق بعد الباب نهائياً، امام احتمال التهدئة، واستغلال المتغيرات الإقليمية في صورة تسمح لها باحتلال موقع داخل المعادلات الإقليمية، في مقابل الموافقة على مبدأ تعليق التخصيب على أراضيها، بالتالي الموافقة على اقتراح موسكو نقل تلك العمليات الى الأراضي الروسية، ثم الدخول في مفاوضات مع المجتمع الدولي لوضع سقف زمني لهذا الأمر، على ان تتمكن ايران من استعادة تلك النشاطات على أراضيها بعد بضع سنوات. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان دعا ايران الى التجاوب مع عرض الدول الكبرى وتعليق التخصيب، مبدياً في بيان ارتياحه الى"إعلان الجمهورية الإسلامية انها سترد الثلثاء اليوم على اقتراح الصين وروسيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بهدف التوصل الى حل شامل للأزمة النووية". وأضاف:"أدعو الحكومة الإيرانية الى انتهاز هذه الفرصة التاريخية. انا واثق بأن ردها سيكون ايجابياً، وسيشكل قاعدة لاتفاق نهائي وتفاوضي". وفي نيويورك، قال السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون:"اننا في انتظار رد حاسم من ايران. وهو في رأينا متأخر أصلاً، لكن مجلس الأمن منح الايرانيين حتى 31 آب لاستكمال تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم". ورداً على سؤال عن التقارير عن عرقلة ايران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بولتون:"لا شيء يفاجئني في تعامل ايران مع مسؤولياتها ضمن اتفاق منع انتشار الأسلحة النووية... فقد فعلوا ذلك من قبل وأعاقوا عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية... فقد حجبوا بعض الأمور عن مفتشي الوكالة وزوّروا معلومات ودمّروا منشآت، ولذا المزيد من العرقلة لا يفاجئني".