قال البطريرك الماروني نصر الله صفير في عظة الأحد"ان القرار 1701 لم يمنع العدو الإسرائيلي حتى اليوم من القيام بطلعات جوية ومحاولة إنزال لخطف من يريد خطفه من اللبنانيين وهذا يدل على اننا لم نبلغ بعد شاطئ الأمان خصوصاً اننا نرى بعض الدول المعنية تتردد في ايفاد القوى التي ستفصل بين المتقاتلين. وهذا مبعث قلق وخوف. وهذا الوضع يتطلب من جميع اللبنانيين تناسي الخلافات وتوحيد الصفوف وراء الوطن الواحد ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة، وخسارة الوطن تعني خسارة الجميع وانتصار الوطن تعني انتصار الجميع، وما من احد يمكنه ان يعد نفسه رابحاً اذا كان وطنه خاسراً". وأضاف صفير:"رأينا كيف ان العائلات تشردت طوال الشهر الفائت عندما كانت الطائرات المعادية تقصف الجسور والطرق ووسائل المواصلات والبيوت التي تهدم منها ما يقارب الخمسة عشر ألف بيت، ناهيكم بالقتلى الذين من بينهم من ظلوا تحت الركام. ونحمد الله على ان الشعب أظهر من التضامن والتلاحم ما حد من الخسائر وبعث الأمل بقيام وطن جديد على قواعد العدالة والشفافية والحرية المسؤولة". من جهة ثانية، وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج قال فيها ان"فصول الحرب الإسرائيلية لم تنته بعد، وآن للعرب ان يأخذوا العبرة من هذه الحروب، وأن يعوا الخطر الأكبر القادم عليهم من هذا العدو الصهيوني، ومن مخططاته في الدوائر الغربية لإقامة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، الذي ستقسم فيه بلاد العرب والمسلمين الى دويلات متناحرة، يكون فيه بأسها، بينها شديداً، وتبقى فيه اسرائيل وحدها في مأمن وسلام، هذا اذا كان"، ودعا الى اليقظة مضيفاً:"لقد كان قرار الحكومة اللبنانية بعد وقف العدوان نشر الجيش اللبناني في الجنوب قراراً وطنياً وتاريخياً ومهماً، وكان مبعث ارتياح وأمان واطمئنان لدى اللبنانيين عموماً وفي سائر ارجاء البلاد، ووضع حداً للعدوان الإسرائيلي على لبنان تمهيداً لاستعادة كل الأراضي اللبنانيةالمحتلة بما في ذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعودتها الى السيادة اللبنانية. وإن انتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي في هذه الحرب، ينبغي ان يكون الحافز الأكبر للبنانيين للمحافظة على وحدتهم اولاً وقبل كل شيء، وإلا فإن عودة البلاد الى خلافاتها السابقة على العدوان، ستكون تضييعاً لهذا الانتصار، وتضييعاً لوحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، التي هي وحدها ضمانة وحدة وسلامة وطنهم لبنان، وضمانة مستقبل ابنائهم وفلذات اكبادهم على ارض وطنهم. واليوم، هو يوم الامتحان الكبير لكل اللبنانيين، لبناء وطنهم لبنان من جديد، ليس لبناء الحجر فيه فحسب، بل لبناء الدولة الوطن ايضاً وقبل كل شيء، وتصفية النيات، ونبذ الصراعات التي لا تخلف إلا خلافات ونزاعات". وأضاف قباني:"ان غبار الحرب وحريقها ودخانها يجب ان لا تنسينا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحكمتها الدولية وصدور الأحكام العادلة فيها بحق مرتكبيها".