وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة شهر رمضان المبارك وتحدث فيها عن مزايا الصوم. وأكد أن «لا فتنه سنية - شيعية». وقال قباني في رسالته ان لبنان «كان على مر الزمان ولا يزال، حالة وطنية متميزة، أبهرت العالم بتركيبته الوطنية وبأبنائه وبروحه وبوجوده وباستمراريته»، وأنه «استطاع بذلك أن يتميز بانتصاره على الحروب والفتن التي ألمّت به منذ قيامه وحتى يومنا هذا، حتى أصبح الوتر الطائفي أضعف الخيوط التي لطالما راهن الخارج على الضرب على وتيرته لإثارة الفتنة في لبنان»، وأضاف: «بالأمس القريب قطعنا هذا الخيط الطائفي للفتنة في لبنان نهائياً، فلا فتنة سنية - شيعية في لبنان، ولا فتنة إسلامية - مسيحية فيه، فكيف للأخوة في الوطن الواحد أن يفتنوا في ما بينهم عليه، وأن ينقسموا على أنفسهم فيه على أساس المعتقد، الأمر الذي لا يجوز لهم أن يقتلوا أنفسهم وإخوانهم فيه»، مؤكداً أن «لبنان الواحد بأرضه، الواحد بشعبه، الواحد بحكومته ومؤسساته، لن تكون طوائفه ممراً أو مستقراً أو مصدراً للفتنة فيه». ورأى قباني أن «العدو الإسرائيلي المتربص بمنطقتنا ووطننا الشر، لا يمكننا أن نغفل عنه وعما يحيكه لنا من مؤامرات وحروب، وهو الطامع في أرضنا ومياهنا وخيراتنا، وهو المتربص لنا ببوارجه وغواصاته في البحر، وبطلعاته الجوية الاستطلاعية والحربية الترهيبية في الجو، ناهيك بعملائه على الأرض، الذين عملوا ويعملون على تزويده بالمعلومات، وتسهيل عملياته، وتنفيذ ما يشير به إليهم لضرب وطننا لبنان من داخله وفي قلبه». ولفت الى أن «الاحتلال الإسرائيلي المستمر، للجزء اللبناني من قرية الغجر ولمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والتهديد الدائم لوطننا لبنان من قبل هذا الكيان الصهيوني، هو من دوام وجود هذه الدولة العبرية على حدودنا الجنوبية ينالان دوماً من الوطن كل الوطن». ورأى «ان القاعدة والحكمة تقول بالتأني في معالجة القضايا الكبرى والحساسة والدقيقة، لتأتي المعالجة على قدر هذه القضايا، ولكن وصيتي لكم في كل حين، أن تتعجلوا في قضاياكم الوطنية، أن تتعجلوا في الالتفاف حول أية قضية وطنية تواجهكم، أن تتعجلوا في التوحد، ورص الصفوف، في القضايا الوطنية، أن تتعجلوا في نبذ الخلافات السياسية جانباً عند الامتحان الوطني، فمصلحة الوطن تقتضي ذلك، ومنعة الوطن تقتضي ذلك، وبقاء الوطن يقتضي ذلك». وأكد أن «التباطؤ في معالجة أية قضية وطنية سيفتح الممرات للطامعين بوطننا من الخارج، ولأعداء الوطن أيضاً، لاقتحام صفوفنا وبعثرتها، بالإضافة إلى ما يكلفنا أي تباطؤ من استنزاف لشعبنا ومؤسساتنا وعلى الصعد الوطنية كافة»، سائلاً: «ما النفع عند ذلك بعد خسارة الوطن، لأجل خلاف سياسي أو مذهبي، في حين أن خسارة الوطن تعني خسارة كل شيء».