أجمع اللبنانيون بمختلف توجهاتهم وأطيافهم، على أن العلاقات السعودية اللبنانية لا يمكن توصيفها في سياق العلاقات الروتينية التي تربط بين دولة وأخرى، بل تجاوزت ذلك إلى مرحلة الاصطفاف مع اللبنانيين جميعا في خندق واحد لتجاوز الأزمات التي واجهتهم. مشددين على أن الدور الذي تضطلع به المملكة في خدمة القضايا اللبنانية يصب في قنوات دعم وحدة واستقرار لبنان وسيادته. وفي حديث ل «عكاظ»، أكد وزير الأشغال اللبناني غازي العريضي، إن المملكة شكلت مرجعية ومظلة حامية لدعم الاستقرار من جميع الجوانب، لافتا إلى أنها كانت دائما، قيادة وشعبا، إلى جانب لبنان السيد الحر المستقل الموحد. وأردف العريضي قائلا، إن العلاقات السعودية اللبنانية هي علاقات مميزة وتاريخية، مشيرا إلى أن الرياض كانت دائما إلى جانب لبنان في أصعب الظروف سياسيا واقتصاديا، وتقف على مسافة واحدة من اللبنانيين جميعا. كما أوضح وزير الدولة خالد قباني: «لا يمكن للبنان أن ينسى المملكة وفضلها وإحاطتها للشعب اللبناني بالمحبة والاهتمام والرعاية خلال كل السنوات العجاف التي مر بها لبنان»، وأضاف، لا يمكن أن ينسى لبنان وشعبه دور المملكة البناء في لبنان خلال الحرب الأهلية، وما قدمته من رعاية لاتفاق الطائف الذي خرج من هذه الأرض الطيبة، وأعاد للبنان أمنه وسلامته ووحدته بعد أن كادت هذه الحرب أن تدمره. وتابع قباني، إن اتفاق الطائف خرج وأعاد اللحمة بين اللبنانيين وبسط الأمن والسلام. وأكثر من ذلك أعاد وحدة الشعب اللبناني وأحيا المؤسسات الدستورية من جديد وبدأ عملية إعادة الإعمار لما تهدم. واسترسل، إن المملكة لم تقف عند هذا الحد بل واكبت عملية إعادة الإعمار ومدت يد المساعدة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو 2006، فقد هبت المملكة لنصرة لبنان وشعبه، فمدته بالمساعدات من أجل تعزيز صموده. وخلص قباني إلى أن المملكة كانت إلى جانب لبنان في المحافل الدولية ودعمت مواقفه السياسية. وعلى الصعيد المحلي، فقد شيدت المدارس وإعادة تأهليها وبناء القرى المتضررة في الجنوب اللبناني وفي الضاحية من جراء العدوان الإسرائيلي. أما مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، فاعتبر أن الدور الذي قامت به المملكة في لبنان لا يمكن إلا أن تشكر عليه، لأنه السبب الرئيس في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية التي وأدها اتفاق الطائف لينقذ هذا الوطن من الأزمة التي ألمت به ويحفظ وحدته واستقلاله. و ثمن الجوزو عاليا الجهود الجبارة التي بذلتها المملكة بعد إبرام اتفاق الطائف في دعم مسيرة الإنماء وإعادة الإعمار في كل المفاصل الخطرة التي مر بها لبنان، مؤكدا أن المملكة لم تأل جهدا في تخفيف آلام اللبنانيين خصوصا في عدوان يوليو 2006 على لبنان، ورأينا كيف وقف قادة المملكة وشعبها إلى جانب اللبنانيين وقدموا لهم عطاء سخيا سيبقى راسخا في ذاكرة اللبنانيين.